الثلاثاء، 13 مارس 2012

امراه سيئه السمعه


المشهد الاول : لقاء
كعادتى دائما اصل الى مكان عملى متاخرا على الاقل ساعه ونصف فموعدى فى المستشفى فى الثامنة والنصف صباحا وهو نفسه موعد استيقاظى من النوم ومع ذلك اصل الى المستشفى شبه نائم على الرغم من اننى _من المفترض_ اخذت كفايتى من النوم .

اعتقد ان الموظفة المختصة بالدفتر قد ملت من تكرار وصولى الى مكان عملى متاخرا وعمل اذن تاخير –او ان حالتى المزريه قد المتها واثرت فيها-فقررت ان توقع لى يوميا الا اذا حدثت المعجزة ووصلت المستشفى متاخرا بنصف ساعة فقط لاجدها تعطينى القلم فى بشاشة وتعطينى شرف ان اكتب اسمى واوقع بنفسى وهو ما لم يحدث الا قليلا.
وصلت يوم الاحد كالعادة متاخرا لاجد امامى فتاة تعطينى ظهرها وتتحدث مع الموظف الموجود بالمكتب اما ما جذب انتباهى فهو ذلك القوام المتناسق المستقيم كقوام عارضات الازياء وشعرها البنى المائل الى الحمرة والذى كان مسدلا بالشكل المفضل لدى وكان طويلا يرتفع عن خصرها بقليل وناعما بشكل لافت للجميع ولى انا بالخصوص.
لم ارى وجهها ولم اتعمد ان اراه ولكن شعرها كان كافيا ان تتعلق فى ذاكرتى وان تجذبنى لاعرف من هى ولكننى كعادتى الكئيبة قتلت كل هذه الاحاسيس فى لحظة وركزت تفكيرى مع الموظفة التى ابتسمت لى ابتسامتها المعهودة وهى تقول لى (خلاص يا دكتور) لابادلها الابتسامة واستدير غير معط اى اهتمام للفتاة الواقفة واغادر المكان لابدا يومى كالمعتاد .
المشهد الثانى : كلاكيت تانى مرة
الاحد التالى هذه المرة كان مختلفا فالمدير شخصيا طلب غلق الدفاتر فى موعدها تماما وعمل اذن تاخير للجميع وبلا استثناءات هذه المرة وهنا فقط تجرات على الموظفة وقالت لى (هات اذن تاخير يا دكتور )فلعنت اليوم فى سرى وذهبت لاحضر الاذن المرصود واثناء عودتى بعد احضار الاذن وانا على بعد امتار من الغرفة سرحت بخيالى لاتذكر الاحد الماضى وما حدث فيه لتتصدر صورة الفتاة وشعرها خيالى واسرح قليلا لاتمنى ان اجدها فى الغرفة كالاسبوع الماضى و......وفجاه وانا على باب المكتب تماما وجدتها نعم كانت هى ظهرت هذه المرة بالنسبة لى كلها كاملة تماما كأميرات الحكايات والاساطير التى يتمنى البطل ان يراها وقبل ان تنتهى امنيته يجدها واقفة امامه بكامل هيئتها وجمالها رايتها بطرف عينى دون ان التفت اليها ولكن هذه النظره البسيطة بطرف عينى كانت كافية بالنسبة الى لالحظ تلك النظرة التى كانت تنظر بها الى هى الاخرى لا ادعى اننى جذاب ولم اقل ان سحرى الاخاذ اثر عليها ولا جاذبية مظهرى وملابسى قد قتلاها لاننى لا املك اى من هذه الصفات ولكن كل ما اريد ان اقوله اننى لمحت فى عينيها نظرة الى استمرت حتى خرجت من الغرفة بعد تسليم الاذن.
اما عنها فهى اجمل شئ رايته فى هذا المكان منذ مجيئى اليه فهى كوردة بلدية حمراء شديدة الحمرة ذات رائحة جميلة ملقاة وسط كوم كبير من النفايات والزبالة كريهة الرائحة, سمكة زينة صغيرة تتحرك بين مجموعة من اسماك البلطى دميمة المظهر, بلبل صغير ذات الوان جذابة ومظهر محبب وصوت جميل يحلق بين مجموعة من الغربان ذات الصوت والمنظر القبيح  كانت طلتها بالنسبة الى –وعلى الرغم من انه لم يحدث منى اى التفاته-كانت تماما كاول شعاع من نور الشمس يسطع بين الغيوم بعد عاصفة شديدة فى يوم شتوى مظلم باختصار وكما يقولون بالانجليزية she made my day    
كانت رشيقة القوام جميلة الوجه اجمل ما فيها كان ابتسامتها التى كانت مرسومة على وجهها اثناء حديثها مع الموظف –الذى حسدته من كل قلبى طبعا-والمفاجاه بالنسبة لى اتت من اننى لم اعتد ان ارى هذه الاوصاف قط هنا فى المستشفى فمنذ مجيئى الى هنا وانا عيش فى دائرة مغلقة من القبح والدم والالم والدموع ولم يكن هناك جديدا فى حياتى الروتينية الا هى .
المشهد الثالث : الصدمة
يوما جديدا عاديا جدا وروتينيا جدا ذهبت لاسال عن احد الزملاء نظرا لتغيبه ليومين متتاليين عرفت ان غضروف الرقبة قد اصابه ودار الحديث التالى
انا : الف سلامة يا كبير
هو: الله يسلمك يا كبير
انا : متيجى يا عم نطلع قسم العظام نشوف اى حد هناك ونساله علي موضوع رقبتك ده
زميل ثالث تدخل صائحا : عظام ايه يا حمار ده علاجه عندى بينا على علاج طبيعى
انا : طبيعى ايه يا بنى ادم دى محتاجة دكتور عظام وش يعنى
الثالث : هتفضلوا طول عمركوا جهله ده علاجه عند الدكتورة .... فى علاج طبيعى دى ايدها فيها البركة هتحط ايدها على رقبته بس هتلاقى الغضروف نطق (وضم اسنانه العليا على شفتيه السفلى بشده فى تلك الحركه الشهيرة التى تدل دائما على ان المذكوره مزه جامده يعني)
انا : مين بقى الدكتورة .... دى, ايه ظروفها يعنى اللى تخليك متاكد انها بركه والشفا هييجى على ايدها يعنى.
الثالث : شكلك مش من البلد دى اسال عليها يا ابنى اي حد فى البلد هتلاقيه عارفها دى اجمل واصيع واسفل واحدة فى البلد والدنيا كلها هنا عارفاها اقولك تعالى وعاين بنفسك
تحت الحاح من فضولى قررت ان اذهب معهم لاقتل فضولى بدلا من ان يقتلنى هو واستمر الحديث طوال الدقائق الخمس التالية التى تفصل قسم الاسنان عن قسم العلاج الطبيعى عنها وعرفت انها ذات جمال عبقرى وشياكة شديدة وسمعه سيئه فى نفس الوقت.
وصلنا الى القسم وبدا زملائى فى حديثهم الى احد اطباء العلاج الطبيعى هناك بعد ان وجدوا المسئول عن العمل فى هذا اليوم رجلا وخاب ظنهم فى الحصول على جلسة العلاج الطبيعى القذرة تلك وبدات انا اتململ كعادتى ونظرت حولى لاتفقد المكان حتى ينهوا حديثهم و.....ووجدتها,نعم كانت هى تلك الجميلة التى رايتها مرتان عند المكتب وكانت هى ايضا تلك الطبيبة سيئة السمعة.
كانت تجلس الى مكتبها القديم المتهالك وامامها زجاجة مياه وكان المكتب غير مناسب بالمرة لها حيث كان ذلك المكتب المعدم غير مناسب بالمرة لاناقتها الشديدة وانوثتها التى تطغى على المكان .
بالفعل كانت شديدة الفتنة والجمال فلم اقوى على ابعاد نظرى عنها الا عندما وجدتها تنظر الى بنظرة فريدة لا اعتقد ان كنت قد قابلت مثلها قبلا لا اعرف ان كانت قد تذكرت انها راتنى عند المكتب كما اتذكرها انا الان ولا ادرى ما دار فى ذهنها اثناء نظرتها الى ولكن لا اعتقد ان بى شيئا مميزا يجعلها تتذكرنى مثلما اتذكرها انا .
مرة اخرى لفت انتباهى فيها ابتسامتها الفاتنة هناك من الناس من تسمع ضحكته عندما يبتسم كانها صرخه اتيه من قاع الجحيم وهناك من حباهم الله بابتسامة تجعل الدنيا كلها تضحك لك مهما كانت حالتك النفسية وقتها وكانت هى من النوع الثانى واعتقد ان ابتسامتها تلك هى سبب تعلقى بها وكتابة هذه السطور عنها فلاول مرة فى حياتى الاحظ ان العينان تضحكان مع الفم نفس رسمة الابتسامة على الفم مرسومة على العينين رقة ودلال وحنية غير طبيعية وكم لا نهائى من التفاؤل كل هذا رايته فى تلك الضحكة الرشيقة التى كانت مرسومة على وجهها ابتسامة جعلتنى اعيش لحظات ربما كانت الاجمل منذ قدومى لهذا المكان.
تركت الجميع ورجعت الى القسم مرة اخرى وجلست على الكرسى اعانى من امتزاج لمشاعرى وتداخل بين كل اوراق تفكيرى معاناة شديدة احتملتها حتى انتهى اليوم ورجعت الى منزلى لاجمع افكارى واوراقى.
تتر النهاية : ثقافة القبيلة
من هو الانسان المصرى؟؟ فى رايي هو ذلك الكائن الحشرى الذى لا يترك فرصة الا ويتدخل فى شئون الاخرين فى محاولة منه لمعرفة ادق تفاصيل حياتهم دون عمل اى اعتبار لشئ اسمه الخصوصية والحرية الشخصية اذن نستنتج اول تعريف وهو انه كائن حشرى.
هناك تعريف اخر يقول انه يقوم بانتقاد جميع –وانا هنا اعنى جميع بمعناها وبلا استثناءات- تصرفات الاخرين بداعى التقويم والتعديل بينما يقوم هو بارتكاب نفس التصرفات التى كان ينتقدها بارتياحية كاملة باختصار هو انسان متناقض لاقصى درجة تقوم حياته على تجزئة المبادئ.
اعتقد انه كان لابد لى من سرد هذه المقدمة الطويلة نوعا قبل المضى قدما فى افراغ ما يدور فى ذهنى من احاسيس ومشاعر متناقضة من جراء تلك الصدمة التى تعرضت لها.
انا لا ارى اى معنى لان يقوم شخص ما بمحاسبة شخص اخر مثله على تصرفاته الشخصية ايا كانت طالما لم تتلامس مع حريتك الشخصية فى اى نقطة ولم تاذيك او تضايقك. فمثلا لا اجد مبررا لان تتحدث مدينة كاملة عن سلوك شخصى لفتاه مثل السالف ذكرها فمهما كان سلوكها فهو ملك لها وحدها لا يوجد صواب او خطا فقط يوجد ما اريد ان افعله وما ساحاسب انا وحدى عنه يوم يحاسب الكل.
نقطة الخلاف هنا هو ان ذكور القبيلة –وعذرا للفظ- يشعرون باهانة بالغة لذكورتهم المزعومة وطعنة كبيرة فى رجولتهم الوهمية نظير اختيار تلك الفتاة لرجل اخر ليرافقها هذا هو كل الموضوع فكف تختار ذكرا اخر من ذكور القبيلة غيره ومن هنا تبدا العقد والنواقص فى الظهور ويبدا ذبح الفتاة وسلخها نظير جرمها الفظيع بتجنبهم من اختياراتها وهو السبب غير المعلن اما السبب المعلن فدائما ما يكون انهم رجالة ومش بيسكتوا على الغلط الذى لم يمسهم اصلا فى اى شئ.
لا اعتقد ان رايكم جميعا يهم فالحياة اقصر من ان نتوقف لارضاء الناس الذين اشط اصلا ان هناك من يستطيع ارضائهم مع اتفاقنا جميعا ان جهة الحساب الوحيدة هى المحكمة الالهية فى نهاية حياة الانسان فلماذا نجزئ المبادئ وننسب تدخلنا فى حياة الاخرين الى نصب العدل والمحافظة على قيم المجتمع البالية التى لا نعرف من هو واضعها الذى حلل غيبة فتاه ونسب هذه الغيبة الى العادات والاصول والقيم الراسخة لعن الله كل العادات وكل القيم وكل المجتمعات التى تجعل من حياة الناس الشخصية مادة دسمة للحديث فى اوقات الفراغ او العمل فنحن لا نملك التمييز بين الفراغ والعمل اصلا.
اما عن نصف القبيلة الاخر وهم الاناث فهم لهم نصيب الاسد من غيبتها والتقطيع فيها ليل نهار وانا متاكد ان كل هذا ما هو الا بسبب الغيرة منها نعم الغيرة من امراه جميلة تستطيع ان تظهر جمالها امام الجميع بلا قيود اما هم فمقيدون دائما بالعادات والاهل والظروف فهى ان حضرت فى مكان جذبت اليها كل الاعين  بالبلدى كده اكلت الجو منهم وهذا بالطبع كابوس بالنسبة لهم.
لذلك هم يرونها تظهر جمالها الطاغى اصلا مما يجعلها تستحوذ على كل اهتمام ذكورهم الوهميين المزعومين الذين اصبحوا لا يملكون من صفات الرجولة سوى الجزء الحيوانى فقط الذى اشك ان كثيرا منهم قد فقده اصلا اما باقى صفات الرجال كالقدرة على توصيل الاحساس بالامان للانثى والشهامة والحمية والغيرة والكرامة والحب فهذه كلها فقدت للابد وصح العنوان القائل (عودوا رجالا نعود نساءا).
تمنيت ان اذهب اليها يوما واعتذر لها عن جهل مجتمع كامل وخطاه الشديد فى حقها.
 تمنيت ان اذهب اليها لافهمها اننا نعيش وسط قبيلة من البقر الحياة بالنسبة لهم تدور حول الاكل والجنس والنعيق طوال اليوم فى سير الاخرين اما الصفات الانسانية التى خلقها الله فينا فهى فى انحدار مستمر.
تمنيت ان اعبر لها يوما عن اعجابى بجمالها وشياكتها وابتسامتها وشعرها (ايوه بعاكس)
تمنيت ان اقول هذا واكثر ولكننى للاسف لا املك الشجاعة الكافية لفعل هذا وانا فى انتظار ان يهمس احدهم فى اذنى بهمس من الجنون ليشجعنى على الذهاب اليها ومصارحتها.
 ربما اذهب اليها تحت الحاح من جمالها واقول لها فى اذنها ان تقرا هذه المدونة وانها المقصودة .........ربما.

السبت، 4 فبراير 2012

احزان فرح



هل تعرف الفارق بين الكتابه بالقلم الرصاص والكتابه بالقلم الحبر؟؟ قد يكون سؤالى ساذجا بالنسبة لعمري ولعمر من يقراون هذه السطور ولكن بما انكم قد تعودتم مني علي الجنون فلا داعي للدهشه ةارجو الا يوصف اهلي بالفاظ سوقيه الان لانني لن اكتفي فقط بطرح السؤال بل ساقوم باجابته ايضا .
الكتابه بالرصاص تمحي تماما دون ترك اي اثر قد تمحوها انت عامدا متعمدا وقد تمحي مع الزمن بل وحتي ان لم تمحي قد تبهت مع الزمن وتصبح غير واضحه وتحتاج لتدقيق شديد كي تراها.
اما الكتابه بالقلم الحبرفهي دائمه واضحه لا تتاثر بعامل الزمن وحتي ان اردت ان تمحوها فلن تستطيع وان نجحت فان اثر المزيل سيفضحك ويدل علي انه كانت توجد كلمه ما هنا.
هكذا تماما كل من نقابلهم في حياتنا هناك من يكتب في ذاكرتنا بالرصاص فنمحوه بارادتنا من الذاكره بعد اول لقاء او يمحوه الدهر ويسقط من الذاكره بمرور الوقت او يبهت مع الزمن ويوضع في ركن بعيد من ذاكرتنا وقد نتذكره اذا رايناه ثانيه وقد لا نتذكره.
وهناك نوع اخر يفرض نفسه عنوه عليك مقتحما تاريخك فيكتب اسمه بالحبر في ذاكرتك حتي وان قابلته مره واحده فقط فهو في ذاكرتك الي الابد لن تمحوه الايام لانه وببساطه ترك علامه في حياتك بالعربي كده "علم عليك".
اعتقد انها من النوع الثاني فقط استطاعت ان تفرض نفسها علي بكل ما تعنيه الكلمه هي فتاه ككل بنات جيلها متمرده علي الواقع وعلي الاصوليه الرتيبه الممله التي نحياها منذ قرون ليس هي فقط جيلنا كله هكذا تعلم التمرد وتعلم ان يقول لا تعلم ان الحريه فوق كل شئ هي الاصل وليس العبوديه هي الاهم وليس الماكل والملبس هي بالنسبه لجيلنا تساوي الحياه نفسها من ياخذها ياخذ ارواحنا اهون في عرفنا الحريه=الحياه.
اما عنها فهي متوسطه الطول ذات شعر بني اللون-او هكذا كان لونه- تركته مسدلا علي كتفيها (كيرلي لوك)وتمتلك زوج من الاعين الملونه التي تتماشي بشكل غريب مع ضحكتها الهادئه المرسومه حول شفتيها الصغيرتين.
الغريب في الامر انها قراتني دون ان اتكلم سردت لي اكثر من نصف حياتي دون ان انطق وكانها تعرفني منذ زمن بعيد صمتي الدائم المتعمد جعلني غامضا عند الجميع ومنهم اصدقاء مقربين لي لا يعرفون عني ما عرفته هي في ساعتين ونصف في الواقع لا اعلم ان كان ما قالته هذا هو من قبيل الصدفه ام لا؟ولا اعرف كيف عرفت ما عرفت ولن اتسائل عن كيفيه معرفه ما قالته عني لانني احترم المهارات والقدرات الخاصه لدي البشر واعلم ان هذه القدرات لا تدرس ولن يمكنني تعلمها كل ما استطيع قوله انها عرتني تماما في ساعتين ونصف .
هذا عن سبب ذكراها التي اعتقد انها ستدوم طويلا معي فلم ينجح احد ان يفعل هذا بي سوي شخص اخر اعتقد انها انضمت اليه الان في ذاكرتي واعدهما انهما باقيان فيها مدي حياتي لاحكي عنهما لمن ساقابلهم مستقبلا في حياتي.
استمر الحديث بيننا طويلا الي ان وجدتها تحكي عن تجربه سابقه لها تجربه كانت قاسيه جدا عليها بحسب ما رايت في نظره عينيها وقرات في ملامح وجهها اثناء الحديث.
هي لم تتحدث كثيرا عن بدايه العلاقه بل تكلمت كثيرا عن نهايتها فقط ذكرت انها استمرت لثلاث سنوات كامله.
ما استفزني ان اسجل ما كانت تحكيه هو تلك اللهفه الشديده التي وجدتها في عينيها اثناء الحديث عنه لا اعتقد انها كانت لهفه صافيه اعتقد انها كانت ممزوجه بشئ اخر اظن انه بعض العتاب نعم هو عتاب ولوم علي انتهاء علاقه كان كلاهما يريدها حتي النهايه ولكن مما فهمته ان هذه النهايه كانت قدريه تماما كالافلام وقد بدات حديثها باكثر الاجزاء دراما علي الاطلاق الا وهي محاوله الانتحار لهذا الشاب الذي قطع شرايينه حتي ينهي هذا العذاب وتلك الحيره بين علاقه يريد هو ان يكملها حتي النهايه ولكن لا يستطيع نتيجه قيود مجتمعيه عديده كافيه بتحويل حياته الي جحيم كامل بكل معني الكلمه.
ذكرت ايضا انه تم انقاذه وانه عندما حكي لهم عن اسباب محاوله الانتحار هذه كان الكل يقابلها ليقول لها بمزيج من الغيه والتشفي والاستغراب "هو انتي بقي اللي شادي كان عايز يموت نفسه علشانك؟؟".
لا اعتقد انهم سيشعرون ما كان يشعر هو به او سيحسون ما احسه هو حين فعل ذلك بل واكثر من ذلك لن يروها ابدا كما يراها هو دائما ابدا عين الحبيب تختلف عن اي عين اخري يري بها حبيبه منزاويه فريده ومختلفه زاويه لا يستخدمها الا هو زاويه يري منها كل شئ جميل في كل شئ فهو يري حبيبته الاجمل بين نساء الارض ويري ذلك المترو المزدحم الملئ بنظرات الحقد عليه كانه بساط الريح طالما يقبض علي يدها بين اصابعه ويري ذلك الميكروباص القديم المتهالك وسائقه الفظ كانه قارب يسير في المحيط وتحيطه الزرقه من كل جانب شريطه ان تكون هي بجانبه.
قالت انه بعد حادث الانتحار هذا قررا ان يكتبا عقد الفراق وتحول كل لقاء بينهما الي مباراه في الشراسه اطلقت عليه لقب (الحب الشرس) فهي تحكي عن صدامات عديده انتهت غالبا الي الضرب او الي فاصل من السباب وسط الحاضرين انا اري كل هذا لا يزيد عن كونه قدر من اللوم والعتاب ولكن علي قدر الحدث.
فدائما ما يكون اللوم والعتاب قليلا بقله المعزه والمحبه فمن تلومه او تعاتبه بكلمات قليله غالبا ما يكون غير ذو اهميه لديك اما هنا فتخيل معي انك تعاتب شخصا تحبه وتريده ؟؟بالطبع اري كل ما يحدث طبيعيا فمن العادي ان يصبح السباب والضرب وسيله قليله الحيله للتعبير عن سخط وغضب شديدين من كلا الطرفين للاخر واعتقد ان الؤال الذي كان في عين كل منهما وهما يفعلان هذا هو لماذا تركتني؟؟؟؟.
وجدتها ترفع اصبعها السبابه لتريه لي وهي لا تستطيع تحريكه بسبب قطع في وتر ذلك الاصبع قالت ان هذه الحادثه منه فقد ضربها بالتراي بود وهو حامل الكاميرا ففعل بها هذا .
اري انهما هكذا يعاقبان بعضهما البعض فهما لا يحتمل ان يراها بعيدا عن حضنه ولا يتخيلها الا وهو يمسك يدها وينظر الي عينيها بحب الدنيا كله هي تبادله نفس الشعور ولكن ما باليد حيله.
اكملت وهي تحكي بتاثر عن ذلك اليوم الذي احتاج فيه اخيها الاصغر الي نقل دم وتبرع هو بالدم اليه لم يستطيع ان ينقذه فقد اراد الله ان تنتهي حياته ولكن هو فعل ذلك خصيصا لاسعادها ليقول لها انني استطيع ان ابذل دمي فداك فقط لتعود اليك ابتسامتك الحانيه الرقيقه.
كانت متعجبه جدا كيف اخذ منها هو كل هذا ؟؟وكيف استولت هي عليه الي هذا الحد ؟؟
لن انسي تعبيرها هذا "يا ابن الكلب انت اخدت مني كل ده امتي؟وازاي؟"
قالته بعفويه كامله وبابتسامه هادئه حانيه وبعيون تكمل ما بداته الابتسامه.
فقط بقي ان اصف اخر ما استفزني فيما قصته علي مسامعي وهي تلك السهره التي اجتمع فيها كلاهما هي قالت انها كانت ترتدي فستان السهره المميز لديها وانا دون ان اراه سارسم صوره لها لا اعلم مدي دقتها اعتقد انه كان ازرق اللون فوق الركبه بقليل واعتقد ايضا انها في هذا اليوم لم تترك شعرها مسدلا هكذا بل ربطته وجعلته يتدلي فوق ظهرها كذيل حصان كان كلاهما ينظر للاخر بلا اي كلام كانت النظرات كافيه ومعبره اكثر من الكلمات لم يكن يهمهما من اجتمع حولهما او من يتحدث اليهما فقط كان كلاهما مهتما بالاخر ولكن اي منهما لم يستطع ان يقترب الي الاخر لانه فات الاوان واتفقا وابرما العقد...عقد الفراق .
حتي وان اراد هو ان ياخذها من يدها كالعاده ويقول لها انها اجمل الحاضرين فلن يستطيع حتي وان ارادت هي ان تذوب بين ذراعيه وتقول له انها لا تشعر بالامان الا هنا فلن تقدر لانه وبكل بساطه هذا العقد لا رجعه فيه وغير قابل للطعن او الفسخ هو نهائي للطرفين تماما كالموت اذا اتي لا حيله فيه ولا شفاعه.
الي هنا نقلت كل ما استفزني ان اكتبه وكل ما لصق بخيالي منها .
الي هنا فقط اشعر انني افرغت تلك المشاعر التي كانت هي تحكي بها.
الي هنا انتهت مهمتي في النقل وبقي ان اضيف الاضافه الاخيره.
انا لا املك ذاكره السمك بل علي العكس تقريبا اتذكر كلوجه رايته في حياتي حتي وان تاه الاسم فالوجوه لا تختفي من خيالي وللذكريات عندي حجره كبيره منظمه علي الرغم من نامتلاؤها بالعديد من الذكريات التي مررت بها طوال عمري.
ذلك الوجه الباسم ذو الاعين الجميله الهادئه وذلك اللسان الذي كسر كل جدران الصمت والغموض التي ابنيها حول نفسي طوال الوقت وتلك الحيويه التي امتلا بها الجو لمده 7 ساعات لم اشعر خلالها بالملل علي الرغم من انني اسرع انسان يمل علي وجه الارض كل هذا اعتقد انه حجز لنفسه مكانا ثابتا في ذاكرتي لن يمحي بمرور الزمن لانه وببساطه فريد من نوعه ولم يمر علي قبلا.
بقي ا اشكر شخصا اعترف انه قلب حياتي راسا وتعلمت منه الكثير في مده تجاوزت العام بقليل وعلي الرغم من انني لن اوفيه حقه –وهذا كلام حقيقي لا يوجد به تملق او نفاق- لانني لا اجيدهما وعلي الرغم من انني لا اتذكر بداي علاقتي به وهذا شئ مضحك الا انني اشكره علي كل شئ فقط الشكر هو ما استطيع ان اقدمه J