السبت، 4 فبراير 2012

احزان فرح



هل تعرف الفارق بين الكتابه بالقلم الرصاص والكتابه بالقلم الحبر؟؟ قد يكون سؤالى ساذجا بالنسبة لعمري ولعمر من يقراون هذه السطور ولكن بما انكم قد تعودتم مني علي الجنون فلا داعي للدهشه ةارجو الا يوصف اهلي بالفاظ سوقيه الان لانني لن اكتفي فقط بطرح السؤال بل ساقوم باجابته ايضا .
الكتابه بالرصاص تمحي تماما دون ترك اي اثر قد تمحوها انت عامدا متعمدا وقد تمحي مع الزمن بل وحتي ان لم تمحي قد تبهت مع الزمن وتصبح غير واضحه وتحتاج لتدقيق شديد كي تراها.
اما الكتابه بالقلم الحبرفهي دائمه واضحه لا تتاثر بعامل الزمن وحتي ان اردت ان تمحوها فلن تستطيع وان نجحت فان اثر المزيل سيفضحك ويدل علي انه كانت توجد كلمه ما هنا.
هكذا تماما كل من نقابلهم في حياتنا هناك من يكتب في ذاكرتنا بالرصاص فنمحوه بارادتنا من الذاكره بعد اول لقاء او يمحوه الدهر ويسقط من الذاكره بمرور الوقت او يبهت مع الزمن ويوضع في ركن بعيد من ذاكرتنا وقد نتذكره اذا رايناه ثانيه وقد لا نتذكره.
وهناك نوع اخر يفرض نفسه عنوه عليك مقتحما تاريخك فيكتب اسمه بالحبر في ذاكرتك حتي وان قابلته مره واحده فقط فهو في ذاكرتك الي الابد لن تمحوه الايام لانه وببساطه ترك علامه في حياتك بالعربي كده "علم عليك".
اعتقد انها من النوع الثاني فقط استطاعت ان تفرض نفسها علي بكل ما تعنيه الكلمه هي فتاه ككل بنات جيلها متمرده علي الواقع وعلي الاصوليه الرتيبه الممله التي نحياها منذ قرون ليس هي فقط جيلنا كله هكذا تعلم التمرد وتعلم ان يقول لا تعلم ان الحريه فوق كل شئ هي الاصل وليس العبوديه هي الاهم وليس الماكل والملبس هي بالنسبه لجيلنا تساوي الحياه نفسها من ياخذها ياخذ ارواحنا اهون في عرفنا الحريه=الحياه.
اما عنها فهي متوسطه الطول ذات شعر بني اللون-او هكذا كان لونه- تركته مسدلا علي كتفيها (كيرلي لوك)وتمتلك زوج من الاعين الملونه التي تتماشي بشكل غريب مع ضحكتها الهادئه المرسومه حول شفتيها الصغيرتين.
الغريب في الامر انها قراتني دون ان اتكلم سردت لي اكثر من نصف حياتي دون ان انطق وكانها تعرفني منذ زمن بعيد صمتي الدائم المتعمد جعلني غامضا عند الجميع ومنهم اصدقاء مقربين لي لا يعرفون عني ما عرفته هي في ساعتين ونصف في الواقع لا اعلم ان كان ما قالته هذا هو من قبيل الصدفه ام لا؟ولا اعرف كيف عرفت ما عرفت ولن اتسائل عن كيفيه معرفه ما قالته عني لانني احترم المهارات والقدرات الخاصه لدي البشر واعلم ان هذه القدرات لا تدرس ولن يمكنني تعلمها كل ما استطيع قوله انها عرتني تماما في ساعتين ونصف .
هذا عن سبب ذكراها التي اعتقد انها ستدوم طويلا معي فلم ينجح احد ان يفعل هذا بي سوي شخص اخر اعتقد انها انضمت اليه الان في ذاكرتي واعدهما انهما باقيان فيها مدي حياتي لاحكي عنهما لمن ساقابلهم مستقبلا في حياتي.
استمر الحديث بيننا طويلا الي ان وجدتها تحكي عن تجربه سابقه لها تجربه كانت قاسيه جدا عليها بحسب ما رايت في نظره عينيها وقرات في ملامح وجهها اثناء الحديث.
هي لم تتحدث كثيرا عن بدايه العلاقه بل تكلمت كثيرا عن نهايتها فقط ذكرت انها استمرت لثلاث سنوات كامله.
ما استفزني ان اسجل ما كانت تحكيه هو تلك اللهفه الشديده التي وجدتها في عينيها اثناء الحديث عنه لا اعتقد انها كانت لهفه صافيه اعتقد انها كانت ممزوجه بشئ اخر اظن انه بعض العتاب نعم هو عتاب ولوم علي انتهاء علاقه كان كلاهما يريدها حتي النهايه ولكن مما فهمته ان هذه النهايه كانت قدريه تماما كالافلام وقد بدات حديثها باكثر الاجزاء دراما علي الاطلاق الا وهي محاوله الانتحار لهذا الشاب الذي قطع شرايينه حتي ينهي هذا العذاب وتلك الحيره بين علاقه يريد هو ان يكملها حتي النهايه ولكن لا يستطيع نتيجه قيود مجتمعيه عديده كافيه بتحويل حياته الي جحيم كامل بكل معني الكلمه.
ذكرت ايضا انه تم انقاذه وانه عندما حكي لهم عن اسباب محاوله الانتحار هذه كان الكل يقابلها ليقول لها بمزيج من الغيه والتشفي والاستغراب "هو انتي بقي اللي شادي كان عايز يموت نفسه علشانك؟؟".
لا اعتقد انهم سيشعرون ما كان يشعر هو به او سيحسون ما احسه هو حين فعل ذلك بل واكثر من ذلك لن يروها ابدا كما يراها هو دائما ابدا عين الحبيب تختلف عن اي عين اخري يري بها حبيبه منزاويه فريده ومختلفه زاويه لا يستخدمها الا هو زاويه يري منها كل شئ جميل في كل شئ فهو يري حبيبته الاجمل بين نساء الارض ويري ذلك المترو المزدحم الملئ بنظرات الحقد عليه كانه بساط الريح طالما يقبض علي يدها بين اصابعه ويري ذلك الميكروباص القديم المتهالك وسائقه الفظ كانه قارب يسير في المحيط وتحيطه الزرقه من كل جانب شريطه ان تكون هي بجانبه.
قالت انه بعد حادث الانتحار هذا قررا ان يكتبا عقد الفراق وتحول كل لقاء بينهما الي مباراه في الشراسه اطلقت عليه لقب (الحب الشرس) فهي تحكي عن صدامات عديده انتهت غالبا الي الضرب او الي فاصل من السباب وسط الحاضرين انا اري كل هذا لا يزيد عن كونه قدر من اللوم والعتاب ولكن علي قدر الحدث.
فدائما ما يكون اللوم والعتاب قليلا بقله المعزه والمحبه فمن تلومه او تعاتبه بكلمات قليله غالبا ما يكون غير ذو اهميه لديك اما هنا فتخيل معي انك تعاتب شخصا تحبه وتريده ؟؟بالطبع اري كل ما يحدث طبيعيا فمن العادي ان يصبح السباب والضرب وسيله قليله الحيله للتعبير عن سخط وغضب شديدين من كلا الطرفين للاخر واعتقد ان الؤال الذي كان في عين كل منهما وهما يفعلان هذا هو لماذا تركتني؟؟؟؟.
وجدتها ترفع اصبعها السبابه لتريه لي وهي لا تستطيع تحريكه بسبب قطع في وتر ذلك الاصبع قالت ان هذه الحادثه منه فقد ضربها بالتراي بود وهو حامل الكاميرا ففعل بها هذا .
اري انهما هكذا يعاقبان بعضهما البعض فهما لا يحتمل ان يراها بعيدا عن حضنه ولا يتخيلها الا وهو يمسك يدها وينظر الي عينيها بحب الدنيا كله هي تبادله نفس الشعور ولكن ما باليد حيله.
اكملت وهي تحكي بتاثر عن ذلك اليوم الذي احتاج فيه اخيها الاصغر الي نقل دم وتبرع هو بالدم اليه لم يستطيع ان ينقذه فقد اراد الله ان تنتهي حياته ولكن هو فعل ذلك خصيصا لاسعادها ليقول لها انني استطيع ان ابذل دمي فداك فقط لتعود اليك ابتسامتك الحانيه الرقيقه.
كانت متعجبه جدا كيف اخذ منها هو كل هذا ؟؟وكيف استولت هي عليه الي هذا الحد ؟؟
لن انسي تعبيرها هذا "يا ابن الكلب انت اخدت مني كل ده امتي؟وازاي؟"
قالته بعفويه كامله وبابتسامه هادئه حانيه وبعيون تكمل ما بداته الابتسامه.
فقط بقي ان اصف اخر ما استفزني فيما قصته علي مسامعي وهي تلك السهره التي اجتمع فيها كلاهما هي قالت انها كانت ترتدي فستان السهره المميز لديها وانا دون ان اراه سارسم صوره لها لا اعلم مدي دقتها اعتقد انه كان ازرق اللون فوق الركبه بقليل واعتقد ايضا انها في هذا اليوم لم تترك شعرها مسدلا هكذا بل ربطته وجعلته يتدلي فوق ظهرها كذيل حصان كان كلاهما ينظر للاخر بلا اي كلام كانت النظرات كافيه ومعبره اكثر من الكلمات لم يكن يهمهما من اجتمع حولهما او من يتحدث اليهما فقط كان كلاهما مهتما بالاخر ولكن اي منهما لم يستطع ان يقترب الي الاخر لانه فات الاوان واتفقا وابرما العقد...عقد الفراق .
حتي وان اراد هو ان ياخذها من يدها كالعاده ويقول لها انها اجمل الحاضرين فلن يستطيع حتي وان ارادت هي ان تذوب بين ذراعيه وتقول له انها لا تشعر بالامان الا هنا فلن تقدر لانه وبكل بساطه هذا العقد لا رجعه فيه وغير قابل للطعن او الفسخ هو نهائي للطرفين تماما كالموت اذا اتي لا حيله فيه ولا شفاعه.
الي هنا نقلت كل ما استفزني ان اكتبه وكل ما لصق بخيالي منها .
الي هنا فقط اشعر انني افرغت تلك المشاعر التي كانت هي تحكي بها.
الي هنا انتهت مهمتي في النقل وبقي ان اضيف الاضافه الاخيره.
انا لا املك ذاكره السمك بل علي العكس تقريبا اتذكر كلوجه رايته في حياتي حتي وان تاه الاسم فالوجوه لا تختفي من خيالي وللذكريات عندي حجره كبيره منظمه علي الرغم من نامتلاؤها بالعديد من الذكريات التي مررت بها طوال عمري.
ذلك الوجه الباسم ذو الاعين الجميله الهادئه وذلك اللسان الذي كسر كل جدران الصمت والغموض التي ابنيها حول نفسي طوال الوقت وتلك الحيويه التي امتلا بها الجو لمده 7 ساعات لم اشعر خلالها بالملل علي الرغم من انني اسرع انسان يمل علي وجه الارض كل هذا اعتقد انه حجز لنفسه مكانا ثابتا في ذاكرتي لن يمحي بمرور الزمن لانه وببساطه فريد من نوعه ولم يمر علي قبلا.
بقي ا اشكر شخصا اعترف انه قلب حياتي راسا وتعلمت منه الكثير في مده تجاوزت العام بقليل وعلي الرغم من انني لن اوفيه حقه –وهذا كلام حقيقي لا يوجد به تملق او نفاق- لانني لا اجيدهما وعلي الرغم من انني لا اتذكر بداي علاقتي به وهذا شئ مضحك الا انني اشكره علي كل شئ فقط الشكر هو ما استطيع ان اقدمه J