"اريد ان اصبح رجلا جاحدا اريد ان استاصل ذلك العضو الذي يسكن الجزء الايسر من صدري فقط اريد ان استبدله بقطعه من صخر لا ينبض ولا يحس كفاني ما بي من جروح نتيجه ذنبي العظيم هذا ....انني رجل حساس "
كانت هذه الجمله هي بدايه حديثه معي قالها وهو ينظر من الزجاج الامامي لسيارته ويراقب الطريق ورايته بعدها يزيد من سرعته تلقائيا نتيجه عصبيته وتاثره الشديد بما قاله توا وانا تعلمت في حياتي -من خلال خبرتي المتواضعه بمجتمعنا- انه عندما يتحدث رجل الي رجل اخر بمثل هذه اللهجه المليئه بالشجن والتاثر فاعلم انه صادق في كل كلمه قالها وكل ما سوف يقوله
في مجتمع اصولي جامد المشاعر كمجتمعنا قد يصبح الحب من الكبائر وقد يرتقي الاحساس المرهف والمشاعر الي رتبه الذنوب هذا ان كان من انثي اما لو كان نابعا من قلب رجل فتلك مصيبه وطامه كبري.
فهنا يعتبر المجتمع تلك المشاعر دليل كافي علي ضعف هذا الرجل وعلي هشاشته لذا فقد تعودت الا اري رجلا يصرح لرجل اخر بهذه المشاعر حتي وان كان صديق عمره لانه بهذا يقدم دليل ادانته وضعفه -طبقا لمفاهيم المجتمع - الي صديقه بنفسه
الرجل هنا لا يصرح بهذه المشاعر الا الي امراه سواء كانت هي من يحبها نفسها او اخري يشكو لها ممن يحبها لذا وجدتني انظر اليه نظره احترام وتقدير لمشاعره وانا اراه يبوح لي بها خصوصا انه لا يفعل ذلك علي الطريقه الذكوريه البغيضه التي يتباها فيها الرجل امام صديقه بعلاقاته النسائيه ومغامراته في عالم النساء وانما يفعل ذلك بطريقه مختلفه ...طريقه رجل حساس
رايته يصمت ويستجمع تركيزه في الطريق امامه مهدئا من سرعته وان كنت متاكدا انه لا يركز في الطريق كما هو ظاهر وانما هو فقط يستجمع افكاره ويلتقط طرف الخيط الذي سيبدا منه والدليل هو اصوات الات التنبيه التي ارتفع صوتها خلفنا وهي تلومه علي سيره في منتصف الطريق دون تركيز فنظرت اليه مره اخري استحثه علي الكلام وقبل ان تكتمل التفاتتي وجدته يبدا فجاه حديثه بصوت هادئ علي خلاف البدايه الساخنه التي بداهت "كانت زميله لي في مكان عملي كنت اراها دائما بصحبه صديقه لها وكانا لا يفترقان تقريبا صديقتها هذه كانت اجمل منها ولكنها لم تجذبني كعاده الرجال فانا ومن النظره الاول وجدتني سائرا نحوها منجذبا اليها فقط حدث هذا دون ان اتحدث اليها ودون ان اكتشف اي من جوانب شخصيتها"
ومن قال يا صديقي اننا ننجذب دائما للفتاه الاجمل بل من قال اصلا ان للجمال مقياس وتدريج الجمال يا صديقي شئ نسبي من اراها اجمل فتاه علي وجه الارض قد لا تري فيها انت اي من مظاهر الجمال من قد افقد وعيي امام تمايل خصرها وهي تمشي قد لا تري انت في خطوتها سوي خطوه طالب شرطه يسير في طابور العرض يوم تخرجه من قد ادفع نصف عمري امام نظره انثويه غادره منها وقد ادفع الباقي منه لتكتمل هذه النظره بضحكه خجوله مليئه بالدلال الانثوي قد تراها انت لا تختلف كثيرا عن نظره عبد الفتاح القصري او ضحكه اسماعيل يس. فقط كل الموضوع ان مستر كيوبيد يرمي بسهامه ببراعه ودقه ليدمي قلبين ويخلط دمائهما ليصيران قلبا واحدا له نفس النبض
لذلك قد تجد البعض يقضي وقتا طويلا من عمره ليضع قائمه طويله تضم صفات فتاه لياتي مستر كيوبيد في لحظه ويهدم كل النظريات وكل الصفات وكل شئ فقط ليترك شئ واحد واحساس واحد من ثلاث كلمات (انا...اريد...هذا)
وجدته يلتقط علبه سجائره ليشعل احدها بعصبيه وينفث دخانها في السياره وهو يزيد مره اخري من سرعته فتوقعت ان تكون الجمل القادمه هي المشكله التي ندور حولها "تحدثت معها ووجدتني بالفعل منجذبا اليها كنت اشعر تجاهها بشعور لم اقابله مع غيرها قبل ذلك صارحتها بكل شئ ووجدتها تبادلني نفس الشعور"
وجدته يتوقف هنا ليلتقط نفسا من سيجارته ونظرت الي صورتي المنعكسه امامي في امراه الجانبيه بحسره فقد خاب ظني واخطات في توقعي لانني وببساطه لم اجد اي اثر للمشكله التي توقعت ان يذكرها في كلامه
نظرت اليه مره اخري وراقبته وهو يخرج الدخان من فمه ويكمل "كانت هناك مشكله بسيطه " وتوقف لياخذ نفسا جديدا من سيجارته بينما نظرت انا وتوامي المنعكس في المراه ورسمت علي وجهي ابتسامه انتصار صغيره لم يلحظها احد الا انا وتوامي فها هو توقعي يصدق ويتحقق وها هي المشكله تظهر في التوقيت الذي توقعته و...واكمل صديقي حديثه :
"كانت تكبرني بعامين بالنسبه لي لم تكن مشكله او عائق علي الاطلاق فما من شرع او دين حرم ان تكون اكبر من زوجها بعامين هذه كانت زاويتي التي انظر بها للموضوع دائما اما هي فكانت تنظر من زاويه اخري كانت تري انه شئ حلال دينيا وشرعيا ولكنها لم تكن يوما مستعده ان تسير خطوه واحده معي للامام ولم تثبت لي انها تريدني هنا علي ارض الواقع وليس فقط علي ارض احلامنا المشتركه حتي سيطر علي احساس انها حربي وحدي وليس حربنا معا حتي هذه الحرب كنت قادرا علي ان اخوضها وحدي كامله وضد الجميع ضد مجتمع جامد متحجر وضع قواعده شخص لا نعرفه وذهب وقرر لنا انه لا يصح ان تكون الزوجه اكبر من زوجها بعامين وضد اهلها وضد اهلي وضد العالم ان لزم الامر ولكن كان شرطي ان اشعر بها في ظهري وانا احارب ان اجد منها بعض المسنده المعنويه ولكن للاسف هذا كله لم يحدث"
وجدته يفتح الزجاج المجاور له بعصبيه ويرمي سيجارته وهي لم تزل في منتصفها ورفع زجاجه مره اخري وجدته ينظر الي وجهي ليري تاثير ما قاله توا علي وبالطبع لم يجد الا ذلك التعبير الخالي من الانفعال المرسوم دائما علي وجهي والذي اعطاه احساسا انني قد اكون مللت منه لذلك وجدته يسالني ان كنت مللت منه فاجبته بالنفي موكدا عليه ان يكمل ما بداه فاخذ نفسا عميقا ونظر الي الطريق امامه مره اخري ليستجمع افكاره ووجدته يكمل قائلا
"يوما ما سالتها سوالا تخيلي ان احدهم اعطي كل من علي وجه الارض امرا ليختار كل منهم شريك حياته خلال مده لا تزيد عن نصف يوم فقط اثني عشر ساعه اعتبريه نوع من انواع الفانتازيا ودرب من دروب الخيال تري من ستختاي ؟؟ قالت بالطبع انت فسالتها وما هو الاختلاف هنا ؟؟ نحن سنموت بعد مده لا نعلمهاوامامنا فرصه ليختار كل منا شريك حياته فلماذا لم تترددي في الاختيار الاول واري عليك الان كل هذا التردد وكل هذه الحيره؟؟"
يا صديقي العزيز نحن نهرب من الواقع للخيال ونستنجد به لنحقق فيه احلامنا وما كنا نتمناه نهرب اليه لننجو من الم الواقع في الخيال نحن من نضع المعطيات والحلول ونحن من نختار اما في الواقع الامر مختلف الواقع مولم لاننا لا نملك رفاهيه وضع المعطيات والحلوول فقط عليمنا الاختيار بين بعض البدائل المره وفي بعض الاحيان تفرض علينا الحلول نفسها معظم ما حولنا هو مفروض علينا ولا نملك حق تغييره هذا هو الواقع بالمه وقسوته اما في عالم الفانتازيا ودنيا الخيال فانت قادر علي انهاء اللعبه في اي وقت تشعر فيه بخطاك في الاختيار
هنا كلمه السر فانت تواجه المجتمع كله مجتمع فرض معطياته ووضع لك اختيار واحد فقط ان تتزوج دائما من هي اصغر منك مجتمع يكره الاختلاف ويعشق ان يكون الكل متشابه مجتمع يري دائما ان المختلف شاذ او مجنون ويلفظه من وسطه مجتم يحتاج الي ثوره فوق الثوره ليغير افكاره التي تخطتها شعبا كانت لا تزال تائه في الصحاري وبين الجبال وقت ان كان اجدادنا يصنعون حضارتهم
هذا هو جرمك يا صديقي انك مختلف انك خرجت عن خط سير قطار حياه الانسان النمطي في حالتك يا صديقي ستختلف نهايه الفيلم العربي المعتاده ان يتزوج البطل بطلته هنا لن يتزوجا ومجتمعنا يغضب جدا اذا لم يتزوج البطل البطله
وصلت الي هذه النقطه واردت ان اخذ منه سيجاره فتذكرت انني لا ادخن اصلا فنظرت اليه وسالته وما هو اكثر جزء مولم في هذا الموضوع بالنسبه لك ؟؟"
وجدته يجاهد ليخرج الكلمات من فمه وراقبت تعبيرا مليئا بالشجن قد ارتسم علي وجهه وهو يقول "هي...هي نفسها سبب كل هذا الالم الذي عشته في هذه التجربه لم اشعر منها بتقدير لمشاعري لم تعطني ربع ما اعطيت طاقتي في العطاء قلت يوما بعد يوم هذا لانني لم اشعر ان عطائي هذا ذات قيمه لم احس انه يؤثر فيها او يحركها لا اعلم هل فعلت هذا بقصد حتي تنهي كل شئ لانها رات ان النهايه السعيده التي تتمناها بعيده وشبه مستحيله -طبعا بالنسبه لها وللمجتمع وليس لي-ام ام انها فعلت هذا لسبب اخر لا اعرفه كل ما اعرفه انها لم تعبا كثيرا باحساسي "
وجدته فجاه ينظر الي ولهجته تزداد حده "
"هل تتخيل يوما ان تاتي اليك من احببتها لتقول لك انها علي وشك الارتباط بغيرك هل تعلم ما هو شعوري في هذه اللحظه ؟؟ هل هناك شعور اسوا من هذا ؟؟ وما المني اكثر انني رايتها معه بعدها رايتها ولم يكن هناك اي تاثير علي وجهها لغيابي بالعكس كانت تضحك ملا فمها والسعاده تظهر واضحه علي وجهها "
ومن منا لا يفعل ذلك يا صديقي كل ابطال روايات الواقع يفعلون ذلك اذا ما انتت قصص حبهم نهايات ماساويه بالفراق بعضهم لا يضيع وقته ويدخل فورا في علاقه جديده املال منه ان تنسيه علاقته الاولي والبعض الاخر ياخذ وقتا لينسي فيه تفاصيل علاقته المنتهيه فتره قد تكون قاسيه قليلا ولكن الكل يتخطاها لم اري بعد احدا ظل حبيس هذه المرحله طويلا هي مرحله وستنتهي لتبدا علاقه جديده املا ان تنسيك القديمه
الحياه لا تتوقف لاحد يا صديقي وقطار حياتنا يمضي ويكمل رحلته مهما كانت قيمه من ينزل منه هو فقط يقف في محطات لينزل منه من ينزل ويصعد م يصعد وبعدها يطلق صافرته المزعجه ويستمر في المسير حتي يصل لمحطه النهايه التي يقف فيها الي الابد يقف فقط بنهايه عمرك
سرحت قليلا في افكاري هذه وافقت علي صوت فرامل سيارته وصديقي يضغطها بقوه نظرا لوجود مطب امامنا يبدو انه سرح هو الاخر في افكاره ونسي ان يهدئ من سرعته وبعد مجهود كبير نجح في ان يهدئ من سرعته ويعبر المطب دون خسائر تذكر سوي سقوط سجائره وولاعته من مكانهما وجدته بعدها ياخذ شهيقا عميقا ويخرجه بعصبيه وهو يضم شفتيه وقال وهو ينظر امامه دون ان يلتفت لي "اسف جدا سرحت قليلا مع افكاري ولم اري المطب الا وهو امامنا وكان لابد ان افعل ذلك لان سرعتنا كانت عاليه "
التقطت سجائره وولاعته ووضعتهم في مكانهم وسالته "وفيم كنت تفكر"
نظر الي وهو يقول "الم تكتفي بما قلته لك؟ الم تمل بعد ؟"
نظرت اليه وانا ابتسم واقول له "لا امل بسرعه واجيد تماما فن الاستماع وانت تعرف ذلك هيا اخبرني فيم كنت تفكر ؟؟"
وجدته يلتقط علبه سجائره ليلتقط واحده جديده ويشعلها بعصبيه وهو يقول :
"تكرر معي نفس الموقف في مشروع ارتباطي الثاني كان ارتباطا تقليديا كما يسمونه زواج صالونات ذلك الذي يحدث دون اي سوابق في المعرفه فقط راسيتها واعجبتني جاهدت كثيرا حتي وصلت اليها خيرتها بين ان اذهب مباشره الي بيتها او ان نترك لانفسنا فرصه لنعرف بعضنا اكثر بالطبع كنت جادا جدا فيما قلته ولم تكن هناك شبهه لهو او عبث فيما قلته اختارت هي الاختيار الاول وانا لا الومها عليه ابدات "
صمت قليلا ليستجمع افكاره ووجدته يقول
"ذهبت الي المنزل ووجدت ترحيبا من كل من باالمنزل ولم يبق الا هي كل شئ مرهون بموافقتها واريد ان اضيف انني لم اجلس معها سوي ثلاث مرات في منزلهم "
وجدته يصمت مره اخري وانتظرت انا الكلمه الشهيره التي تسبق اي مشكله كلمه ولكن وحدث ما توقعته مره اخري ووجدته يقول وهو ينفث دخان سيجارته الثانيه
"ولكن كالعاده مشروعي لم يكتمل هي قالت بالنص (مش عارفه اقول موافقه) قالت لي انها لا تجد في اي عيوب جوهريه بالعكس كان كثير من الصفات التي تتمناها موجوده في وظلت الاجابه عن سوالي (ليه لا ) باجابتها (معرفش)
اريد ان اعرف اين تلك الحلقه المفقوده بين (كل ما احلم به موجود فيك ) وبين (مش عارفه اقول موافقه )"
انا يا صديقي اعرف اين هي تلك الحلقه المفقوده هي تماما كالفارق بين الطريقه التي يشاهد بها جوزيه مورينيو وشاكيرا مباراه لكره القدم الفارق بين طريقه تفكيرهم في تفاصيل المباراه مختلف فمورينيو قد يفكر في الجوانب الخططيه والفنه وقد يقدم تحليلا وافيا لطريقه اداء اللاعبين مهامهم في الملعب اما شاكيرا فقد تتحدث عن اوزان اللاعبين الزائده وكيف ان بعض اللاعبين يملكون اناقه في اختيار لون الحذاء وقصه الشسعر وقد تترك الملعب تماما لتنتقد ملابس وقصه شعر من يجلسون في المدرجات
هذه هي الحلقه المفقودهه يا صدديقي فانت كرجل مهما كنت رومانسيا او حساسا في النهايه عقلك هو ما يطغي علي النسبه الاكبر من قراراتك واختياراتك والعكس بالنسبه للفتاه فهي مهما كانت غير حساسه ومشاعرها بارده وغير رومانسيه فهي في النهايه انثي وقد تطغي احاسيسها علي بعض قراراتها
لذلك فانا اري انها حكمت احساسها وهو وحده من قال لا لانها سبقت وحكمت عقلها وقيمتك به وقال لها نعم ما من عيب جوهري ملموس تراه هي فيك او اراه انا فيك العيب غير ملموس يا صديقي فقط هو احساس الانثي ذلك الشئ المجنون الذي يقودها ويسيطر عليها في كثير من الاحيان وهو بالنسبه لي اجمل ما تحمله الفتاه تخيل معي لو كانت كل الامور تسير طبقا للمنطق والعقل والحسابات اعتقد انها كانت ستصبح حياه ممله مضجره ولكن دائما ما يكون الجديد والمختلف عند الانثي ويقول المثل الفرنتسي الشهير "فتش عن الانثي "
"مره اخري اجد نفسي اتعذب عندما اصل لنفس النقطه هل هي تفكر في الان كما افكر فيها هل تتعذب لفراقي كما اتعذب انا ؟ هل اشغل حيزا ولو ضئيلا من من تفكيرها ووقتها ؟ هل اكون ضيفا غير موجود في جلسات النميمه الانثويه بينها وبين اصحابها ؟تري ماذا تقول عني؟هل لازالت تتذكرني اصلا؟لا اعرف هل اثرت فيها ولو قليلا ام ذهبت كما جئت ولم اترك في حياتها اي اثر ؟انا اتعذب بمجرد الوصول لهذه النقطه اتعذب فعلا "
هون علي نفسك يا صديقي فالرومانسيه ليست عيبا والاحساس نعمه حتي وان اعتبرناه في بعض الاحيان نقمه وستعرف جيدا قيمه احساسك هذا عندما تعطيه لمن تحبه ومن تقدره
المشكله يا صديقي ليست في الاحساس ابدا فهو وان كان يعذبنا في بعض الاحيان فهو قادر ان ينقلنا من الام الواقع المرير الي افاق جديده ومناطق جديده لا يدخلها الا اصحاب الاحساس الراقي واليك الدليل
خلال كل تجاربك السابقه كم مره اسعدت فتاتك بحركه رومانسيه مجنونهجعلتها اسعد من علي وجه الارض ولو لساعات قليله ؟ كم مره اسعدتها بمكالمه رومانسيه يوم عيد ميلادها كانت بالنسبه لها الاغلي والاهم بين عشرات المكالمات التي اتتها في ذلك اليوم
كم مره نزلت عليها من السماء في مكان عملها بهديه ولو كانت بسيطه تحبها جعلت وجها يحمر خجلا بين زميلاتها ومن حولها
هل تتخيل احدا قادر علي صنع كل هذا الا الحالمون واصحاب الاحساس العالي ؟
هل تتخيل اصلا كم الملل الذي يحيط بحياه الجادين الذين تتشابه عندهم الايام والمناسبات سنه بعد سنه ؟؟ يا عزيزي العيب ليس في النظريه العيب في التطبيق انت الان تجرب نظريتك في مجتمع رافض لكل شئ جديد قد يعطي طعما لحياه مجتمع يظهر كانما يعاقب الاجيال الجديده علي محاولاتهم ان يحسنوا ويجددوا حياتهم
هل تعرف ماذا يفعل النعام حين ير خطرا ؟ انه يدفن راسه في الرمال متخيلا ان الخطر قد زال هذا هو حال مجتمعنا يا صديقي يعيش دافنا راسه في الرمال
مجتمعنا باكمله يبحث عن الحب والرومانسيه في حياته باختلاف طبقاته واعماره وحالته الاجتماعيه والماديه وقد يقضي عمره كله باحثا عن لحظات منها ولكنه قد يغضب اشد الغضب اذا ما سبقه احدهم اليها ووجدها لذا لا تتعجب من نظرات الناس لاي حبيين قد تجد علي وجههماعلامه السعاده وهما يسيران في الشارع واصابعهما تتشابك في شوق ولهفه قد يتمني ان يعيش هذه اللحظه الرومانسيه كل من يرميهما بنظره ناريه او كلمه من نوعيه (جيل منحل )و ( قله ادب) واخيرا (الله يلعن ابو النت والموبايلات)
هل رايت قبلا مجتمعا متناقضا اكثر من هذا ؟؟
الحل يا صديقي بسيط جدا لكل ما قصصته علي شريطه ان تستبعد المجتمع من الموضوع كنا سنجد قصتك الاولي تنتهي بارتباط سعيد لا يعترف بفارق السن الخزعبلي هذا بل يعترف بقدره الرجل علي احتواء نصفه الاخر واسعاده وكانت روايتك الثانيه ستنتهي نهايه سعيده تماما كالافلام شريطه ان تقابل فتاتك هذه وتتعرفان جيدا دون اتخاذ اي خطوه رسميه ودون الوقوع تحت ضغط الماديات التي تخنق اي حب واي رومانسيه واي شئ نعم يا صديقي هي كانت تحتاج ان تجلس معك وان تتعرفان الي بعضكما اكثر واوكد لك انها لم تكن ابدا ترفض فاي فتاه مجنونه تلك التي ترفض حالما رومانسيا مثلك يملك مستقبلا جيدا ولا تنقصه الماده لذلك يا صديي لا تحملهم امثر من طاقاتهم ولا تفكر كانهم ظلموك وهم اصلا مظلومون فقط حاول ان تعبر هذا كله ولا تتوقف كثيرا امامه وانا اعرف جيدا انك ستجعل من زوجتك القادمه اسعد زوجه وارجو منك ان تتذكر انني اول من قلت لك هذا
يا صديقي العزيز جنه الارض يرثها الحالمون ويجعلون من حولهم يعيشون فيها طول الوقت فقط تذكرني عندما يتحقق ما اقول
امضاء
صديقك الحساس
كانت هذه الجمله هي بدايه حديثه معي قالها وهو ينظر من الزجاج الامامي لسيارته ويراقب الطريق ورايته بعدها يزيد من سرعته تلقائيا نتيجه عصبيته وتاثره الشديد بما قاله توا وانا تعلمت في حياتي -من خلال خبرتي المتواضعه بمجتمعنا- انه عندما يتحدث رجل الي رجل اخر بمثل هذه اللهجه المليئه بالشجن والتاثر فاعلم انه صادق في كل كلمه قالها وكل ما سوف يقوله
في مجتمع اصولي جامد المشاعر كمجتمعنا قد يصبح الحب من الكبائر وقد يرتقي الاحساس المرهف والمشاعر الي رتبه الذنوب هذا ان كان من انثي اما لو كان نابعا من قلب رجل فتلك مصيبه وطامه كبري.
فهنا يعتبر المجتمع تلك المشاعر دليل كافي علي ضعف هذا الرجل وعلي هشاشته لذا فقد تعودت الا اري رجلا يصرح لرجل اخر بهذه المشاعر حتي وان كان صديق عمره لانه بهذا يقدم دليل ادانته وضعفه -طبقا لمفاهيم المجتمع - الي صديقه بنفسه
الرجل هنا لا يصرح بهذه المشاعر الا الي امراه سواء كانت هي من يحبها نفسها او اخري يشكو لها ممن يحبها لذا وجدتني انظر اليه نظره احترام وتقدير لمشاعره وانا اراه يبوح لي بها خصوصا انه لا يفعل ذلك علي الطريقه الذكوريه البغيضه التي يتباها فيها الرجل امام صديقه بعلاقاته النسائيه ومغامراته في عالم النساء وانما يفعل ذلك بطريقه مختلفه ...طريقه رجل حساس
رايته يصمت ويستجمع تركيزه في الطريق امامه مهدئا من سرعته وان كنت متاكدا انه لا يركز في الطريق كما هو ظاهر وانما هو فقط يستجمع افكاره ويلتقط طرف الخيط الذي سيبدا منه والدليل هو اصوات الات التنبيه التي ارتفع صوتها خلفنا وهي تلومه علي سيره في منتصف الطريق دون تركيز فنظرت اليه مره اخري استحثه علي الكلام وقبل ان تكتمل التفاتتي وجدته يبدا فجاه حديثه بصوت هادئ علي خلاف البدايه الساخنه التي بداهت "كانت زميله لي في مكان عملي كنت اراها دائما بصحبه صديقه لها وكانا لا يفترقان تقريبا صديقتها هذه كانت اجمل منها ولكنها لم تجذبني كعاده الرجال فانا ومن النظره الاول وجدتني سائرا نحوها منجذبا اليها فقط حدث هذا دون ان اتحدث اليها ودون ان اكتشف اي من جوانب شخصيتها"
ومن قال يا صديقي اننا ننجذب دائما للفتاه الاجمل بل من قال اصلا ان للجمال مقياس وتدريج الجمال يا صديقي شئ نسبي من اراها اجمل فتاه علي وجه الارض قد لا تري فيها انت اي من مظاهر الجمال من قد افقد وعيي امام تمايل خصرها وهي تمشي قد لا تري انت في خطوتها سوي خطوه طالب شرطه يسير في طابور العرض يوم تخرجه من قد ادفع نصف عمري امام نظره انثويه غادره منها وقد ادفع الباقي منه لتكتمل هذه النظره بضحكه خجوله مليئه بالدلال الانثوي قد تراها انت لا تختلف كثيرا عن نظره عبد الفتاح القصري او ضحكه اسماعيل يس. فقط كل الموضوع ان مستر كيوبيد يرمي بسهامه ببراعه ودقه ليدمي قلبين ويخلط دمائهما ليصيران قلبا واحدا له نفس النبض
لذلك قد تجد البعض يقضي وقتا طويلا من عمره ليضع قائمه طويله تضم صفات فتاه لياتي مستر كيوبيد في لحظه ويهدم كل النظريات وكل الصفات وكل شئ فقط ليترك شئ واحد واحساس واحد من ثلاث كلمات (انا...اريد...هذا)
وجدته يلتقط علبه سجائره ليشعل احدها بعصبيه وينفث دخانها في السياره وهو يزيد مره اخري من سرعته فتوقعت ان تكون الجمل القادمه هي المشكله التي ندور حولها "تحدثت معها ووجدتني بالفعل منجذبا اليها كنت اشعر تجاهها بشعور لم اقابله مع غيرها قبل ذلك صارحتها بكل شئ ووجدتها تبادلني نفس الشعور"
وجدته يتوقف هنا ليلتقط نفسا من سيجارته ونظرت الي صورتي المنعكسه امامي في امراه الجانبيه بحسره فقد خاب ظني واخطات في توقعي لانني وببساطه لم اجد اي اثر للمشكله التي توقعت ان يذكرها في كلامه
نظرت اليه مره اخري وراقبته وهو يخرج الدخان من فمه ويكمل "كانت هناك مشكله بسيطه " وتوقف لياخذ نفسا جديدا من سيجارته بينما نظرت انا وتوامي المنعكس في المراه ورسمت علي وجهي ابتسامه انتصار صغيره لم يلحظها احد الا انا وتوامي فها هو توقعي يصدق ويتحقق وها هي المشكله تظهر في التوقيت الذي توقعته و...واكمل صديقي حديثه :
"كانت تكبرني بعامين بالنسبه لي لم تكن مشكله او عائق علي الاطلاق فما من شرع او دين حرم ان تكون اكبر من زوجها بعامين هذه كانت زاويتي التي انظر بها للموضوع دائما اما هي فكانت تنظر من زاويه اخري كانت تري انه شئ حلال دينيا وشرعيا ولكنها لم تكن يوما مستعده ان تسير خطوه واحده معي للامام ولم تثبت لي انها تريدني هنا علي ارض الواقع وليس فقط علي ارض احلامنا المشتركه حتي سيطر علي احساس انها حربي وحدي وليس حربنا معا حتي هذه الحرب كنت قادرا علي ان اخوضها وحدي كامله وضد الجميع ضد مجتمع جامد متحجر وضع قواعده شخص لا نعرفه وذهب وقرر لنا انه لا يصح ان تكون الزوجه اكبر من زوجها بعامين وضد اهلها وضد اهلي وضد العالم ان لزم الامر ولكن كان شرطي ان اشعر بها في ظهري وانا احارب ان اجد منها بعض المسنده المعنويه ولكن للاسف هذا كله لم يحدث"
وجدته يفتح الزجاج المجاور له بعصبيه ويرمي سيجارته وهي لم تزل في منتصفها ورفع زجاجه مره اخري وجدته ينظر الي وجهي ليري تاثير ما قاله توا علي وبالطبع لم يجد الا ذلك التعبير الخالي من الانفعال المرسوم دائما علي وجهي والذي اعطاه احساسا انني قد اكون مللت منه لذلك وجدته يسالني ان كنت مللت منه فاجبته بالنفي موكدا عليه ان يكمل ما بداه فاخذ نفسا عميقا ونظر الي الطريق امامه مره اخري ليستجمع افكاره ووجدته يكمل قائلا
"يوما ما سالتها سوالا تخيلي ان احدهم اعطي كل من علي وجه الارض امرا ليختار كل منهم شريك حياته خلال مده لا تزيد عن نصف يوم فقط اثني عشر ساعه اعتبريه نوع من انواع الفانتازيا ودرب من دروب الخيال تري من ستختاي ؟؟ قالت بالطبع انت فسالتها وما هو الاختلاف هنا ؟؟ نحن سنموت بعد مده لا نعلمهاوامامنا فرصه ليختار كل منا شريك حياته فلماذا لم تترددي في الاختيار الاول واري عليك الان كل هذا التردد وكل هذه الحيره؟؟"
يا صديقي العزيز نحن نهرب من الواقع للخيال ونستنجد به لنحقق فيه احلامنا وما كنا نتمناه نهرب اليه لننجو من الم الواقع في الخيال نحن من نضع المعطيات والحلول ونحن من نختار اما في الواقع الامر مختلف الواقع مولم لاننا لا نملك رفاهيه وضع المعطيات والحلوول فقط عليمنا الاختيار بين بعض البدائل المره وفي بعض الاحيان تفرض علينا الحلول نفسها معظم ما حولنا هو مفروض علينا ولا نملك حق تغييره هذا هو الواقع بالمه وقسوته اما في عالم الفانتازيا ودنيا الخيال فانت قادر علي انهاء اللعبه في اي وقت تشعر فيه بخطاك في الاختيار
هنا كلمه السر فانت تواجه المجتمع كله مجتمع فرض معطياته ووضع لك اختيار واحد فقط ان تتزوج دائما من هي اصغر منك مجتمع يكره الاختلاف ويعشق ان يكون الكل متشابه مجتمع يري دائما ان المختلف شاذ او مجنون ويلفظه من وسطه مجتم يحتاج الي ثوره فوق الثوره ليغير افكاره التي تخطتها شعبا كانت لا تزال تائه في الصحاري وبين الجبال وقت ان كان اجدادنا يصنعون حضارتهم
هذا هو جرمك يا صديقي انك مختلف انك خرجت عن خط سير قطار حياه الانسان النمطي في حالتك يا صديقي ستختلف نهايه الفيلم العربي المعتاده ان يتزوج البطل بطلته هنا لن يتزوجا ومجتمعنا يغضب جدا اذا لم يتزوج البطل البطله
وصلت الي هذه النقطه واردت ان اخذ منه سيجاره فتذكرت انني لا ادخن اصلا فنظرت اليه وسالته وما هو اكثر جزء مولم في هذا الموضوع بالنسبه لك ؟؟"
وجدته يجاهد ليخرج الكلمات من فمه وراقبت تعبيرا مليئا بالشجن قد ارتسم علي وجهه وهو يقول "هي...هي نفسها سبب كل هذا الالم الذي عشته في هذه التجربه لم اشعر منها بتقدير لمشاعري لم تعطني ربع ما اعطيت طاقتي في العطاء قلت يوما بعد يوم هذا لانني لم اشعر ان عطائي هذا ذات قيمه لم احس انه يؤثر فيها او يحركها لا اعلم هل فعلت هذا بقصد حتي تنهي كل شئ لانها رات ان النهايه السعيده التي تتمناها بعيده وشبه مستحيله -طبعا بالنسبه لها وللمجتمع وليس لي-ام ام انها فعلت هذا لسبب اخر لا اعرفه كل ما اعرفه انها لم تعبا كثيرا باحساسي "
وجدته فجاه ينظر الي ولهجته تزداد حده "
"هل تتخيل يوما ان تاتي اليك من احببتها لتقول لك انها علي وشك الارتباط بغيرك هل تعلم ما هو شعوري في هذه اللحظه ؟؟ هل هناك شعور اسوا من هذا ؟؟ وما المني اكثر انني رايتها معه بعدها رايتها ولم يكن هناك اي تاثير علي وجهها لغيابي بالعكس كانت تضحك ملا فمها والسعاده تظهر واضحه علي وجهها "
ومن منا لا يفعل ذلك يا صديقي كل ابطال روايات الواقع يفعلون ذلك اذا ما انتت قصص حبهم نهايات ماساويه بالفراق بعضهم لا يضيع وقته ويدخل فورا في علاقه جديده املال منه ان تنسيه علاقته الاولي والبعض الاخر ياخذ وقتا لينسي فيه تفاصيل علاقته المنتهيه فتره قد تكون قاسيه قليلا ولكن الكل يتخطاها لم اري بعد احدا ظل حبيس هذه المرحله طويلا هي مرحله وستنتهي لتبدا علاقه جديده املا ان تنسيك القديمه
الحياه لا تتوقف لاحد يا صديقي وقطار حياتنا يمضي ويكمل رحلته مهما كانت قيمه من ينزل منه هو فقط يقف في محطات لينزل منه من ينزل ويصعد م يصعد وبعدها يطلق صافرته المزعجه ويستمر في المسير حتي يصل لمحطه النهايه التي يقف فيها الي الابد يقف فقط بنهايه عمرك
سرحت قليلا في افكاري هذه وافقت علي صوت فرامل سيارته وصديقي يضغطها بقوه نظرا لوجود مطب امامنا يبدو انه سرح هو الاخر في افكاره ونسي ان يهدئ من سرعته وبعد مجهود كبير نجح في ان يهدئ من سرعته ويعبر المطب دون خسائر تذكر سوي سقوط سجائره وولاعته من مكانهما وجدته بعدها ياخذ شهيقا عميقا ويخرجه بعصبيه وهو يضم شفتيه وقال وهو ينظر امامه دون ان يلتفت لي "اسف جدا سرحت قليلا مع افكاري ولم اري المطب الا وهو امامنا وكان لابد ان افعل ذلك لان سرعتنا كانت عاليه "
التقطت سجائره وولاعته ووضعتهم في مكانهم وسالته "وفيم كنت تفكر"
نظر الي وهو يقول "الم تكتفي بما قلته لك؟ الم تمل بعد ؟"
نظرت اليه وانا ابتسم واقول له "لا امل بسرعه واجيد تماما فن الاستماع وانت تعرف ذلك هيا اخبرني فيم كنت تفكر ؟؟"
وجدته يلتقط علبه سجائره ليلتقط واحده جديده ويشعلها بعصبيه وهو يقول :
"تكرر معي نفس الموقف في مشروع ارتباطي الثاني كان ارتباطا تقليديا كما يسمونه زواج صالونات ذلك الذي يحدث دون اي سوابق في المعرفه فقط راسيتها واعجبتني جاهدت كثيرا حتي وصلت اليها خيرتها بين ان اذهب مباشره الي بيتها او ان نترك لانفسنا فرصه لنعرف بعضنا اكثر بالطبع كنت جادا جدا فيما قلته ولم تكن هناك شبهه لهو او عبث فيما قلته اختارت هي الاختيار الاول وانا لا الومها عليه ابدات "
صمت قليلا ليستجمع افكاره ووجدته يقول
"ذهبت الي المنزل ووجدت ترحيبا من كل من باالمنزل ولم يبق الا هي كل شئ مرهون بموافقتها واريد ان اضيف انني لم اجلس معها سوي ثلاث مرات في منزلهم "
وجدته يصمت مره اخري وانتظرت انا الكلمه الشهيره التي تسبق اي مشكله كلمه ولكن وحدث ما توقعته مره اخري ووجدته يقول وهو ينفث دخان سيجارته الثانيه
"ولكن كالعاده مشروعي لم يكتمل هي قالت بالنص (مش عارفه اقول موافقه) قالت لي انها لا تجد في اي عيوب جوهريه بالعكس كان كثير من الصفات التي تتمناها موجوده في وظلت الاجابه عن سوالي (ليه لا ) باجابتها (معرفش)
اريد ان اعرف اين تلك الحلقه المفقوده بين (كل ما احلم به موجود فيك ) وبين (مش عارفه اقول موافقه )"
انا يا صديقي اعرف اين هي تلك الحلقه المفقوده هي تماما كالفارق بين الطريقه التي يشاهد بها جوزيه مورينيو وشاكيرا مباراه لكره القدم الفارق بين طريقه تفكيرهم في تفاصيل المباراه مختلف فمورينيو قد يفكر في الجوانب الخططيه والفنه وقد يقدم تحليلا وافيا لطريقه اداء اللاعبين مهامهم في الملعب اما شاكيرا فقد تتحدث عن اوزان اللاعبين الزائده وكيف ان بعض اللاعبين يملكون اناقه في اختيار لون الحذاء وقصه الشسعر وقد تترك الملعب تماما لتنتقد ملابس وقصه شعر من يجلسون في المدرجات
هذه هي الحلقه المفقودهه يا صدديقي فانت كرجل مهما كنت رومانسيا او حساسا في النهايه عقلك هو ما يطغي علي النسبه الاكبر من قراراتك واختياراتك والعكس بالنسبه للفتاه فهي مهما كانت غير حساسه ومشاعرها بارده وغير رومانسيه فهي في النهايه انثي وقد تطغي احاسيسها علي بعض قراراتها
لذلك فانا اري انها حكمت احساسها وهو وحده من قال لا لانها سبقت وحكمت عقلها وقيمتك به وقال لها نعم ما من عيب جوهري ملموس تراه هي فيك او اراه انا فيك العيب غير ملموس يا صديقي فقط هو احساس الانثي ذلك الشئ المجنون الذي يقودها ويسيطر عليها في كثير من الاحيان وهو بالنسبه لي اجمل ما تحمله الفتاه تخيل معي لو كانت كل الامور تسير طبقا للمنطق والعقل والحسابات اعتقد انها كانت ستصبح حياه ممله مضجره ولكن دائما ما يكون الجديد والمختلف عند الانثي ويقول المثل الفرنتسي الشهير "فتش عن الانثي "
"مره اخري اجد نفسي اتعذب عندما اصل لنفس النقطه هل هي تفكر في الان كما افكر فيها هل تتعذب لفراقي كما اتعذب انا ؟ هل اشغل حيزا ولو ضئيلا من من تفكيرها ووقتها ؟ هل اكون ضيفا غير موجود في جلسات النميمه الانثويه بينها وبين اصحابها ؟تري ماذا تقول عني؟هل لازالت تتذكرني اصلا؟لا اعرف هل اثرت فيها ولو قليلا ام ذهبت كما جئت ولم اترك في حياتها اي اثر ؟انا اتعذب بمجرد الوصول لهذه النقطه اتعذب فعلا "
هون علي نفسك يا صديقي فالرومانسيه ليست عيبا والاحساس نعمه حتي وان اعتبرناه في بعض الاحيان نقمه وستعرف جيدا قيمه احساسك هذا عندما تعطيه لمن تحبه ومن تقدره
المشكله يا صديقي ليست في الاحساس ابدا فهو وان كان يعذبنا في بعض الاحيان فهو قادر ان ينقلنا من الام الواقع المرير الي افاق جديده ومناطق جديده لا يدخلها الا اصحاب الاحساس الراقي واليك الدليل
خلال كل تجاربك السابقه كم مره اسعدت فتاتك بحركه رومانسيه مجنونهجعلتها اسعد من علي وجه الارض ولو لساعات قليله ؟ كم مره اسعدتها بمكالمه رومانسيه يوم عيد ميلادها كانت بالنسبه لها الاغلي والاهم بين عشرات المكالمات التي اتتها في ذلك اليوم
كم مره نزلت عليها من السماء في مكان عملها بهديه ولو كانت بسيطه تحبها جعلت وجها يحمر خجلا بين زميلاتها ومن حولها
هل تتخيل احدا قادر علي صنع كل هذا الا الحالمون واصحاب الاحساس العالي ؟
هل تتخيل اصلا كم الملل الذي يحيط بحياه الجادين الذين تتشابه عندهم الايام والمناسبات سنه بعد سنه ؟؟ يا عزيزي العيب ليس في النظريه العيب في التطبيق انت الان تجرب نظريتك في مجتمع رافض لكل شئ جديد قد يعطي طعما لحياه مجتمع يظهر كانما يعاقب الاجيال الجديده علي محاولاتهم ان يحسنوا ويجددوا حياتهم
هل تعرف ماذا يفعل النعام حين ير خطرا ؟ انه يدفن راسه في الرمال متخيلا ان الخطر قد زال هذا هو حال مجتمعنا يا صديقي يعيش دافنا راسه في الرمال
مجتمعنا باكمله يبحث عن الحب والرومانسيه في حياته باختلاف طبقاته واعماره وحالته الاجتماعيه والماديه وقد يقضي عمره كله باحثا عن لحظات منها ولكنه قد يغضب اشد الغضب اذا ما سبقه احدهم اليها ووجدها لذا لا تتعجب من نظرات الناس لاي حبيين قد تجد علي وجههماعلامه السعاده وهما يسيران في الشارع واصابعهما تتشابك في شوق ولهفه قد يتمني ان يعيش هذه اللحظه الرومانسيه كل من يرميهما بنظره ناريه او كلمه من نوعيه (جيل منحل )و ( قله ادب) واخيرا (الله يلعن ابو النت والموبايلات)
هل رايت قبلا مجتمعا متناقضا اكثر من هذا ؟؟
الحل يا صديقي بسيط جدا لكل ما قصصته علي شريطه ان تستبعد المجتمع من الموضوع كنا سنجد قصتك الاولي تنتهي بارتباط سعيد لا يعترف بفارق السن الخزعبلي هذا بل يعترف بقدره الرجل علي احتواء نصفه الاخر واسعاده وكانت روايتك الثانيه ستنتهي نهايه سعيده تماما كالافلام شريطه ان تقابل فتاتك هذه وتتعرفان جيدا دون اتخاذ اي خطوه رسميه ودون الوقوع تحت ضغط الماديات التي تخنق اي حب واي رومانسيه واي شئ نعم يا صديقي هي كانت تحتاج ان تجلس معك وان تتعرفان الي بعضكما اكثر واوكد لك انها لم تكن ابدا ترفض فاي فتاه مجنونه تلك التي ترفض حالما رومانسيا مثلك يملك مستقبلا جيدا ولا تنقصه الماده لذلك يا صديي لا تحملهم امثر من طاقاتهم ولا تفكر كانهم ظلموك وهم اصلا مظلومون فقط حاول ان تعبر هذا كله ولا تتوقف كثيرا امامه وانا اعرف جيدا انك ستجعل من زوجتك القادمه اسعد زوجه وارجو منك ان تتذكر انني اول من قلت لك هذا
يا صديقي العزيز جنه الارض يرثها الحالمون ويجعلون من حولهم يعيشون فيها طول الوقت فقط تذكرني عندما يتحقق ما اقول
امضاء
صديقك الحساس