الاثنين، 22 أغسطس 2011

الوعــــــــــــــــــــــــد(2-2


-ها يا ستي بقي قوليلي ايه اللي مضايقك؟؟
-ابويا
-يا سلام طيب ايه يعني انا كمان ابويا مضايقني
-نظرت الي نظره حملت الكثير من التاثر وهي تقول المشكله انه مبقاش يضايقن يخلاص ولا بقي موجود اصلا
-شعرت بسخافه دعابتي فاسرعت اقول لها ربنا يرحمه
-قالت انا كنت زيك كده بكره تسلطه ووشدته لكن كل ده كان شايل وراه حنيه كبيره وامان بدون حدود
تسلطه ودكتاتوريته انما هما جزءا من ابوته هو يفعل ذلك من منطلق الاحساس الكامل بمسئوليته انه هو ربان السفينه ولا يجب ان يكون للسفينه سوي قائد واحد فقط
نظرت اليها وهي تتحدث ولاحظت تاثرها الشديد وفهمت انها لن تتقبل الان اي كلام وانها تريد ان تفرغ ما بداخلها من كبت وبالفعل اكملت في تاثر
-جزء كبير صدمتي كان في المفاجاه لم اتخيل ان ادخل المنزل ولا اجده
نظرت الي البحر نظره فارغه وقالت
-كان ابي دائما يقابل كل اقتراحاتي بالرفض بعد فقدانه تمنيت كثيرا ان اجده لاقابله واعرض عليه اي من اقتراحاتي ويقابلها بالرفض كان الرفض في الماضي بالنسبه الي جحيما اما الان فهو النعيم بعينه فقط لاستمتع بدقائق قليله معه ولكن يبدو انني لن استطيع حتي الحصول علي هذه الدقائق معه
لاحظت تاثرها الشديد فقررت ان اتدخل لاهدئها قليلا فقلت لها
-عاده ىانا لا اجيد التحدث في مثل هذه المواقف ولكن اعتقد ان وجود الام قد يملا هذا الفراغ قليلا فقط حاولي الالتصاق بها والتحدث والشكوي اليها
-نظرت الي نظره مجرب وقالت – لا يمكن لاي انسان ان يملا فراغ انسان اخر فالصديق صديق والحبيب حبيب والاب اب والام ام
احسست بغبائي فقررت ان اصمت لاترك لها مجال الكلام فقالت
-هل تعرف اننا اغبي الكائنات الحيه علي وجه الارض واكثرها جحودا لاحظ كل علاقات الابوه والامومه في كل المخلوقات سوف تجدها مليئه بالامتنان والشكر والجميل الي اللحظات الاخيره بين الاباء وابنائهم اما نحن فبمجرد رحيل اي عزيز لدينا نبحث بسرعه عمن يملا مكانهم لا نضيع وقتا كثيرا لنبحث عن راحتنا وننسي من اضاع عمره من اجلنا انانيه مطلقه لن تجدها الا في هذا الكائن الحي المسمي الانسان
نظرت الي باعين بدات تدمع من جديد وقالت
-هل تعرف لقد كنت نائمه في حضنه يوما ما وحكي لي حكايه ما قبل النوم وقبل نهايتها استاذنني ان يكملها لي في الليله التاليه لانه يريد ان ينام
وجدتها تنتحب بشده وهي تكمل –ومرت الليالي بعد ذلك وكبر ابي وكبرت انا ايضا والي الان لم يكملها رحل عني قبل ان يكملها
وهنا وجدتها بلا مقدمات تنفجر في البكاء وتنهمر دموعها بشده ووجدتني التقط يدها بيدي اليسري وباليمنمي ادفع راسها لتستلقي بها علي صدري وامسح لها دموعها المنهمره بها محاولا ان اجعلها تشعر قليلا بالامان حتي تهدا
لحظه انسانيه ومشهد درامي كامل لشبحان لشاب وفتاه علي الصخور ومن فوقهما السحاب يتبدل امام القمر بسرعه غريبه وما زاد هيبه الموقف هو تاخر الوقت والصمت الرهيب الذي بدا يبتلع المدينه كلها
بدات تهدا قليلا فرفعت راسها من صدري واخذت هي مهمه تجفيف دموعها بنفسها
-متاسفه لم استطع تمالك اعصابي .قبلت اسفها وسالتها
-هل المنزل بعيد عن هنا لا استطيع تركك في هذه الحاله
ابتسمت ابتسامه خفيفه وقالت –تذكر الوعد الذي بيننا
رددت وانا العن غبائي الذي جعلني اخترع هذا الوعد –انا اسف لكن بالفعل انا قلق عليكي ولا استطيع تركك هكذا
قالت وهي تقف معلنه نهايه تلك الليله الاسطوريه –لا باس فلقد تعودت علي البكاء ومدت يدها لتعلن الوداع والنهايه فصافحتها دون ان انطق وتابعتها وهي ترحل حتي اختفت من امامي كنت اود ان احصل علي اي وسيله منها لاتصل بها واطمئن عليها لا اعلم لماذا احسست فجاه بالمسئوليه تجاهها وانني يجب ان اكون بجوارها لاقويها واحميها
وجدت نفسي فجاه اهتف بصوت مرتفع رد البحر صداه –ملعون ابو الوعد وقررت ان الحقها مهما كلفني ذلك
جريت حتي وصلت الي الكورنيش تلفتت يمينا ويسارا فلم اجد اي اثر لها تنهدت وعدت بنظري الي هذا المكان الذي ربطتني به ذكريات الوحده اما الان فتلك الصخره التي جلسنا عليها اصبح شكلها محفورا في ذاكرتي
اخذت نفسا عميقا وتركت المكان ورحلت رحلت وانا اقسم ان ارجع مره اخري كل عام حتي اقابلها صدفه ولكن هانذا ارجع كل عام ولم ترجع ابداااا
سالتك يا صخره الملتقي       متي يجمع الدهر ما فرقا

الوعــــــــــــــــــد (1-2


المكان هذه المره مختلف انها الاسكندريه تلك المدينه الساحره التي تركها لنا الاسكندر الاكبر كذكري وتخليد لاسمه ولم نبخل عليه بذلك فتركنا اسمها كما هو دون ان يتغير عبر التاريخ كمدن واقاليم كثيره تغير اسمها عبر التاريخ
اعتقد ان ذكر الاسكندريه عند الكثيرين مرتبط بذكريات الصيف والمصيف ولكنه بالنسبه الي مرتبط بالشتاء .الاسكندريه مختلفه تماما في الشتاء نصحني احد اص
قائي بان اجربها في الشتاء وفعلتها ولم اندم وادمنت هذه العاده لم استطع ان اقاوم سحرها في الشتاء كل عام لابد من اداء فروض الطاعه والولاء لها السحر حولك من كل جانب شوارع مغسوله ولامعه بفعل الامطار كشوارع اوربا رائحه اليود المنعشه حولك من كل جانب مما يجعلك اكثر نشاطا ويقظه واختفاء تام لرطوبه الصيف المزعجه التي تجعل ملمس جلدك لزجا ويحل محلها لسعه بروده منعشه باختصار الاسكندريه صيفا لا تختلف كثيرا عن نابولي او مارسيليا الساحرتين
الساعه تدق الثانيه عشر ليلا وانا استعد للنزول نعم فانا هنا من اجل هذه الساعات المسائيه-الصباحيه الهادئه جدا اعشق التحدث الي البحر في هذا الوقت قد لا يكون هناك اخر سواي يعشق ذلك قد يكون ذلك دربا من الجنون بسبب الجو الشتوي البارد وذلك الهواء البارد الذي ياتي من البحر ليزيد من البروده في هذا الوقت المتاخر من الليل ولكنني دائما ما استمتع بذلك .
جاكت رياضي رمادي اللون ذو غطاء راس وقفازات شتويه وكوفيه حول رقبتي قد يحل الازمه ويعزلني عن الهواء والبروده ويزيد من احساسي بالدفء .وفي مكان ما اجلس علي الصخور وحيدا واضعا سماعات الاذن لاكون انا والبحر والقمر وفيروز اسمع صوتها ممتزجا بصوت البحر في تكامل مدهش يجعلني خارج دائره الوعي لفتره لا اعلمها ولا تنتهي الا مع صراخ معدتي معلنه احتجاجها وحاجتها الي طعام فاقوم نادما علي ترك تلك الجنه الصغيره ومقسما علي العوده اليها في اليوم التالي او الشتاء القادم
ليله واحده فقط اختلفت فيها الصوره عن كل ما سبقها من ليالي ليله لا انساها كان الجو باردا جدا وبعض الامطارالخفيفه تسقط احيانا واحيانا تتوقف جلست علي الصخور اخرجت سماعات الاذن وارتديتها رفعت راسي لاجد منظر السحاب وهو يتحرك والقمر من خلفه كان منظرا اسطوريا محفورا في ذاكرتي انزلت عيني من منظر والسحاب القمر لاتابع الامواج واذا بي اري امامي بمسافه ليست بالبعيده خيالا بشريا ونظرا لضعف اضاءه القمر فلم تكن معالم ذلك الخيال واضحه تماما قررت ان اكمل خلوتي التي اتسولها كل  عام والا اضيع منها دقيقه واحده في التفكير في كينونه هذا الخيال مر الوقت ثقيلا وبطيئا هذه المره حيث انني لم استطع ان امنع نفسي من التفكير في هذا الخيال انه ذلك الفضول البشري الذي اذا سيطر علي الانسان سلبه تفكيره وكان الطبيعه تعاطفت معي كنتيجه للعشره مع المكان فقد مرت نسمه هواء بارد شديده قليلا لتكشف لي عن كل شئ
مرور الهواء تسبب في سقوط غطاء الراس لهذا الخيال لاكتشف انها فتاه نظرا لتحريك الهواء لشعرها بعد اسقاط غطاء الراس
تقريبا كانت تشبهني فيما ارتديه  من ملابس وعندما ادارت راسها لتعيد ارتداء ذلك الغطاء فاذا بي المح خطا من الدموع نازلا من عينيها علي خدها ومما زاد من وضوحهما انعكاس ضوء القمر عليهما
اقر الان حقيقه بشريه ثابته ان الفضول طالما استسلمت له في البدايه وتهاونت في تفكيرك واسلمته له فانه لن ينتهي الا بعد تحقيق اهدافه كامله
لذلك وجدت معركه شرسه بين حزب (الفضول)وحزب(ميخصنيش) فاز فيها وبجداره حزب الفضول وقررت ان اقتحم عالمها لاعرف ماذا يحزنها قد اكون متطفلا ولكني لن اخسر شيئا فلن احزن كثيرا عند سماعي كلمه وانت مالك؟بالعكس سوف اعتذر لها واعود الي مكاني لاكمل يومي بعد قتل ذلك الشريك الملعون المسمي الفضول
-مساء الخير قلتها لها في جراه وانا اقتحم وحدتها منتحلا شخصيه متطفل محترف
-مساء النور . قالتها وهي تلتف لتنظر وجه ذلك المتطفل الذي قطع عليها هدوئها ووقع بصري عليها للمره الاولي حقا كانت بارعه الجمال كانت بالنسبه للمنظر الاسطوري للسحاب والقمر والبحر حوريه بحر تركت منزلها وخرجت لتختلس لحظات استراحه قليلا علي الشاطئ كانت ذات شعر بني مموج يتحرك بفعل الهواء وفم صغير رقيق وعينان سوداء رايت سقوط الدموع منها وهي تحاول باصابع يدها الرقيقه ان تمسح دموعها .
كان اكثر ما فيها من سحر يكمن في خداها وانفها اللذان تلونا بلون احمر وردي بفعل الهواء البارد الذي يصطدم بوجهها
-انا اسف للسؤال بس انا كنت هنا وراكي وشفتك بتعيطي فقلت يمكن تكوني محتاجه اي مساعده او واقعه في مشكله وانا ممكن اساعدك
-نظرت الي قليلا وقد توقف انهمار دموعها واجابت لا الف شكر مفيش حاجه
نظرت انا مباشره الي عينها واكملت ببجاحه
-         بصي انا عارف ومتاكد ان فيه حاجه مضايقاكي زي مانا موجود هنا برضه علشان فيه حاجات مضايقاني انا هاعرض عليكي صفقه لو رفضتيها هاروح مكاني حالا واعتذرلك اكمل؟؟
-نظرت الي بدون اي رد فعل فشجعتني ان اكمل
انا وانتي منعرفش بعض ممكن نحكيلبعض عن اللي مضايقنا كاننا بنكلم البحر وبعد لما نخاص هانروح من غير مناخد من بعض تليفونات او نعرف حتي اسامي بعض وده وعد موافقه؟؟
فاجاتني بشده وهي تخفض راسها علامه علي الموافقه بالايجاب واشارت الي ان اجلس بجانبها

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

نازل المحطه الجايه 2-2




اما الحدث الثاني هو ذلك الاحمق الذي ابتعدت عنه في البدايه وعمنا الابله الذي صعد خلف تلك الحسناء فالاول كان نازلا في المحطه يبدو ان القدر دائما ضده فالاولي صعدت وهو نازل والثانيه نزلت وهو صاعد لم يختلف كفاحه كثيرا في متابعه نهدي الصاعده عن كفاحه في متابعه مؤخره الهابطهفعندما اغلق المترو ابوابه جاهد كالعاده ليتابع الفتاه وهذه المره اضاف الي جهاده ومحاولاته قبله هوائيه طائره للفتاه اثناء تحرك المترو اثارت ضيقها وتبرمها
مسكين مثل هذا الشخص انا لا اعتقد انه سيصل لعمله في موعده ول اعتقد انه اصلا يتذكر لماذا نزل من منزله فهو مشغول بمتابعه نصفه السفلي كثيرا حتي انه نسي امتلاكه لنصف علوي
اما بالنسبه للابله الاخر فهو معجزه بكل المقاييس درست في الكليه ان فتحه فم الانسان تبلغ 8 الي 15 سم ولكن اعتقد ان فتحه فم هذا الابله قد تجاوزت 25 سم وهذه الفتحه هي نتيجه نظره كامله البلاهه للفتاه التي صعد وراءها كنت اود ان استغل انشغاله بمراقبه الفتاه واحضر معي كاميرا لاصوره واقدم بحثا لاساتذتي في الكليه لاثبت لهم انهم عاي خطا وانعليهم مراجعه ابحاثهم واقسم بالله ان هذا الابله لم يكن ليدري اصلا انني اصوره لانه يسرح الان في عالم من خياله المريض مع تلك الحسناء 
ضايقني جدا كما ضايق الفتاه تلك النظره البلهاء والتي لم تنتهي منذ صعودهما للمترو لذلك قررت ان تنزل في المحطه التاليه وتاخذ المترو التالي تفاديا له -نازل الجايه ؟؟سالته بلهجه كلها ضيق وتبرم ولكن كل ما فعلتههذه اللعجه ان زادت من فتحه فمه مما جعلني اندم اشد الندم علي عدم اصطحاب الكاميرا معي
لم يرد الابله-طبعا -علي السوال نظرا لانشغاله بالمتابعه فازاحه رجل شهم كان يتابعه مثلي وكان نازلا المحطه التاليه ليخلي طريق الباب وينزل هو والفتاه
اغلقت ابواب المترو مره اخري وكان بين الصاعدين هذه المره رجل وسيده طاعنين في السن افسح لهما الشباب مكانا ليجلسا بجوار بعضهما لم يكن سنهما يقل عن 65 عاما وكانت السيده ترتدي جلبابا اسود وايشارب وطرحه سوداء اما الرجل فكان يرتدي جلباب فلاحي بسيط وكانت التجاعيد تملا وجههما كثيرا وكذلك لفت نظري نحافتهما الشديده 
ما لفت نظري اكثر هو نظره السعاده التي التي رايتها في عيونهما كان الرجل يجلس للخارج من الكرسي بينما كانت السيده تجلس بجوار النافذه ويده كانت مرتفعه علي كتفها ويضمها في حنان شديد وينظر اليها نظره ليئه بالحنان بينما هي تنظر من نافذه المترو تراقب البيوت التي يعبر عليها المترو غير مهتمه بشئ مما يحدث حولها فقط كل ما يهمها انها معه لا يهم المكان او الزمان او السن او المتاعب المهم انها معه ويده عليها ليحميها من متاعب الحياه ويدفع عنها غدر الزمان
لقد اكتشفت الان سرهما وسر طول عمرهم ونظره السعاده السر انهما معا الوحده هي العدو الاول للبشريه ادم النبي الاول لم يتحملها ادم الذي كان كل شئ مسخر له وكانت احلامه اوامر لم يحتمل الوحده فما بالنا بنا نحن الضعفاء ذوي الانفس الملتويه
حتي عندما جعلته يخالف وصيه الله ونزلت به الي ارض االشقاء احبها وربما احبها اكثر مما كان يحبها في مكانهما الاول ربما التصق بها اكثر ليحميها من متاعب الحياه وربما وجد فيها في بعض اللحظات معينا له علي متاعب الدنيا 
ولكن النتيجه انه احبها وارادها معه النتيجه انه لم يستطع ان يتركها ويعيش بدونها دائما ما يحس الرجل بالنقص وهو وحيد شعورا يطارده بان هناك شيئا ناقصا يده تبحث عن يد اخري لتقبض عليها شفتاه تضنيان في البحث عن شفتان تتشابك معهما يبحث عن اذنان ليملاهما حكايات عن كم العذاب والمعاناه التي عاناها في غيابها يبحث دائما عن جسد انثوي ضئيل يضمه الي صدره في اشاره منه لاستعداده لان يومت فادئها 
هذا هو ادم في بدا الخليقه وادم الحالي الجالس علي كرسي المترو وهو يضم حواءه الي صدره وباعثا لها برساله انهى لا يزال متمسكا بها ومحتاجا اليها رغم السن
كالعاده توقف المترو معلنا عن زوار جدد وقاطعا حبل افكاري وتاملاتي الزوار هذه المره كانوا كثيرين واصطفوا في مشهد يستحق الوصف وكانوا ينظرون الي بعضهم نظرات تستحق التسجيل رجل وزوجته وابنهما الصغير في المقدمه امام الباب وشاب وخطيبته وقفا خلفهما وفي الواقع انني اكتشفت انهما خطيبين نظرا لتلك النظره الخجوله من الفتاه الي خطيبها كذلك لهفه الشاب الشديده عليها حيث ان هذه اللهفه لا تتوافر الا في فتره الخطوبه فقط
في الصف الثالث جاء شاب وفتاه جامعيين يحمل كل منهما كتبه هما لا يعرفان بعضهما ووقفا بعيدا عن الخطيبين وعن بعضهما ولتسجيل نظرات كل منهم علينا العوده لمقدمه الصف مره اخري فالزوج والزوجه كانا لا يشغلان بالهما بالنظر الي بعضهما ولا حتي النظر الي الي ابنهما الذي وقع علي الارض اكثر من مره اثناء سير المترو وكل ما كانت الام تفعله ان تقيمه وتتركه ليقع مره اخري 
كان كلاهما ينظر من زجاج المترو نظره فارغه بلاهدف نظره قرات فيها خوف من القادم وتخطيط لتامين مستقبل هذا الصغير هي حياه المتزوجين التي تملاها الماده ولم يعد بها مجال للعواطف .
اما المخطوبين فكانا ينظران الي الولد الصغير بعطف وحنان وهما مبتسمان وعندما كان ينظر لها الشاب تخفض عينها في خجل ودلال بينما ينظر هو اليها نظره تملاها الرغبه وكانما يقول لها انني اريد طفلا مثل هذا هي تبادله هذا الشعور وربما اكثر رغبه منها في الامومه ولكن حيائها وخجلها يمنعاها من تكمله حوار النظرات هذا مع زوج المستقبل
بالنسبه لاخر صف وقف كلاهما يراقبان من يقف امامهما كانما يراقبون مستقبلهم وطالعهم فالولد كان ينظر الي يد الفتاه وهي تعتصر بواسطه يد ذلك لشاب وهو يتمني ان يقف مكانه يوما في الصف مداعبا يد حبيبته وقابضا عليها
اما الفتاه فكانت تراقب الطفل وتراقب حوار النظرات بين الخطيبين وهي تتمني ان تعيش الاحساسين في حياتها احساس وقوعها تحت حمايه رجل واحساس وقوع رجل تحت حمايتها اي الطفل الصغير
اخيرا تحركت من مكاني لان موعد نزولي قد اتي فقمت ووقفت امام احد الابواب الخاليه واغلق الباب وتحرك المترو زجاج المترو عند دخول المترو الي النفق يتحول الي مراه تنقل بامانه كامله وادق التفاصيل ما هو واقف امامها
من هذا الذي اراه في المراه ؟يا الهي كم تغير شكلي كثيرا ؟؟اين انا من هذا الشاب الصغير الذي وقف هنا مكاني منذ 8 سنوات وعينيه مملوءه بالامل ان يصبح طبيبا ناجحا ؟اين انا من القلق الذي اصابني في هذا اليوم نتيجه وجودي لاول مره وحيدا؟؟لما لم اعد اشعر بهذا القلق ؟لقد اصبحت لا مباليا لاقصي درجه ربما حزنا علي ما مضي من ايام وربما خوفا مماهو قادم منها
تاملت قليلا في شكلي ورايت شعر ذقني الذي الذي طال واصبح بلا تهذيب معطيا وجهي منظرا مقززا .ما هذا الشحوب الذي يظهر تحت عيني بل ما هذا الحزن الذي ملا عيني اصلا؟؟
من يتعرف علي حديثا يظل يسالني كثيرا مالك فيه ايه اللي مزعلك؟؟عرفت الان كيف يعرفون ذلك ان عيني تفضحني دائما 
يا الهي لم اكن كذلك كيف اصبح جسدي هزيلا وضئيلا هكذا وهذا الاحمرار الموجود في بياض عيني والناتج عن قله النوم نعم فانا لم اعد انام اصلا كل ايامي اصبحت مشحونه بالتفكير في ذكريات حزينه مضت وفي مستقبل غامض سوف ياتي
وجدت الافكار وقد غلبتني وتكاثرت علي وعندما وجدت نفسي غير قادر علي مواجهتها قررت ان ادعو تلك الدعوه الشهيره يا رب بصوت عال ثم اتبعها خدني بقي في سري فقاطعني صوت خشن من خلفي نازل الجايه يا استاذ فنظرت اليه معاتبا لربما كانت دعوتي مستجابه هذه المره واجبته ايوه يا سيدي نازل الجايه .

نازل المحطه الجايه؟؟ 1-2


لا اعرف سببا وجيها لفقداني المتعه في ركوب المترو منذ اكثر من 8 سنوات كنت اجد لذه اثناء اتخاذه كوسيله مواصلات للجامعه ربما لان اعداد المستخدمين زادت ربما لا نظام التشغيل نفسه تغير للاسوا فالمحطات صارت اقبح وعرباته صارت اكثر زحاما والباعه الجائلين يحاصروك فيه كاننا في قطار درجه ثالثه ربما .
اعتقد ان السبب في ذلك شئ في داخلي انا بل في داخل كل منا انها لذه استخدام او تملك اي شئ للمره الاولي فاي شئ في بدايات استخدامه او تملكه يكون له لذه غريبه في نفسك هو احساس بالنشوه لا تشعر به الا في المره الاولي فقط من استخدام هذا الشئ او تملكه وكل انسان قد جربه فمثلا لذه تملك اول موبايل لذه دخول عالم النتلانت لاول مره حتي لذه زياره مكان جميل للمره الاولي  بعد ذلك تفقدهذا الاحساس تدريجيا لاسباب مجهوله الي ان يصبح روتينا لعينا انت مجبر علي فعله  
قطع حبل افكاري صوت صافره التحذير المزعجه التي تنبه الناس لقدوم المترو كم هي مزعجه هذه الصافره وكم هي ذات صوت عال ولكن هل لو كان الصوت منخفضا قليلا او علي هيئه موسيقي مثلا كنا لنقبله التحذير والتنبيه دائما شئ مكروه للانسان هل جربت ذلك في نغمه المنبه علي موبايلك تلك التي تستيقظ عليها يوميا مبكرا في اجمل لحظات نومك لتذهب الي محل عملك او دراستك؟
اعتقد انك مثلي تكره تلك النغمه حتي ولو كانت قبل ذلك من اكثر الاغاني الرومانسيه الهادئه حبا وقربا لنفسك فقط هي الطبيعه البشريه التي لا تقبل تنبيها او تحذيرا خارجيا من احد يجعلها تفقد سلامها في لحظه معينه 
هي تقبل فقط من يريحها وهذا للاسف غير شائع في حياتنا فنحن دائما محذرون ومنبهون من الاهل والاقارب والاصحاب نعرف اننا نكره ذلك ونفعله مع الاخرون هو تناقض جديد للبشر يتكرر منا يوميا ولا نرغب في تغييره
لفت نظري اقتحام المترو للمحطه نعم انا اميل لهذا التعبير فسرعته الكبيره اثناء دخوله للمحطه تفاجئ الجميع يقتحم بسرعه وفي ثواني يهدا ليحمل ركابه ويرحل هل قصد الفرنسيون ذلك عندما صنعوه ؟ هل قصدوا ان يظهروا ان عدائيته لا تحمل الا قلبا صافيا يحمل الجميع في بساطه ويوصلهم الي المكان الذي يريدوه
تماما كالانسان سريع الغضب تجده دائما ذو قلب صافي لا يحمل لاحد غدر فقط عندما تضايقه يخرج كل ما يبطنه علي هيئه غضب شديد لا يلبث بعدها ان يهدا ولا يتركك تنام وانت غير راض عنه بل يصالحك قبل ان ينتهي اليوم اما ذلك الحليم بطئ الغضب فاتق شره اذا غضب هكذا قال لنا اجدادنا 
توقف المترو ونزل منه فتاه ذو جمال بارع جمال خلب كل من حولنا _الا انا كالعاده
ربما منذ ثماني سنوات كنت مثلهم اختلس النظر اليها او حتي انظر اليها نظره صريحه مكشوفه لها وللناس حولنا تماما مثل ذلك الاحمق الذي ركب المترو بظهره حتي لا تفوته متابعتها لحظه وهو يحدق فيها ببلاهه .
كانت قد اعتطنا ظهرها وتبتعد ولكن هذا الاحمق لم ينزل عينه من عليها لحظه يتخلي بكل قوه عن فكره ان يبعد نظره عن اردافها الجميله التي كانت تتمايل وتتراقص بفعل ذلك الكعب العالي الذي ترتديه 
ما هذا الصبر انه ينظر من خلال زجاج باب المترو ولا يزال يتابع المترو تحرك وهو يحاول جاهدا ان يتفادي تلك الحواجز في نوافذ المترو  .مللت من هذا الفيلم الهابط فقررت ان اغير مكاني نظرا للاستفزاز الذي حل بي منه عندما لاحظت تلك الدائره الذهبيه الموجوده في اصبع يده اليسري اذا كان هذا حال المتزوجين فماذا ترك لنا معشر العذاب المعذبين 
عندما رايت اصراره الشديد في متابعتها بدات اشك في نفسي تري هل فعلا عدم اهتمامي بمتابعه الجميلات _المؤدبات منهن والغير محترمات_قد يعني انني فقدت اعز ما املك ......لا لا لا لا الفكره اصعب من ان تحتمل انه شعور في منتهي السخافه ...هل فعلا انا الان  مفيش..... لا يا راجل ممتقولش كده علي نفسك اذن لا مجال للتاكد الا التجربه وهي لن تكلفني كثيرا فشارع جامعه الدول ليس ببعيد مشوار قصير او حتي طويل لاجد ضالتي واعيش التجربه ولن اخسر شيئا ولكن مهلا ماذا لو انني بالفعل فقدت اعز ما املك . ساعتها اعتقد انني ساجد صوره لي وتحتها اسمي معلقه بطول الشارع ومكتوب عليها (مبيعرفش) وربما نقلوها الي الشوارع الاخري كشارع الهرم وشبرا وعباس العقاد ومكرم عبيد .
جلست علي كرسي اخر تاركا ذلك الابله وهو يبتلع ريقه بصعوبه مع سرعه في التنفس وعرق غزير علي جبينه ونظره زائغه مقززه تجعله محل رافه من الجميع
لفت انتباهي عندما غيرت مكاني وجود رجل ذو لحيه وجلبا وهو يمسك مصحفا يقرا فيه وجلس بعده بكرسيين رجل اخر يقرا في كتاب انا توقفت عن استخدامه من سنين وهو الاجبيه 
والاجبيه لمن لا يعلم هو كتاب يحتوي علي الصلوات الخاصه بنا كمسيحيين سبع صلوات موزعه علي اليوم كله
اذن فكلاهما يصلي يا له من شئ جميل التقرب الي الله شئ رائع يريح الفكر والنفس ويقود دائما الي نتائج ايجابيه
توقف المترو ليفتح ابوابه لينزل ناس ويصعد اخرون ومراقبه الصاعدين والنازلين هوايه اخري عظيمه ولكن حتي هذه توقفت عنها فقائمه افكاري المذدحمه لا مكان فيها لهذه الهوايه 
كان من ضمن الصاعدين حسناء جديده ووراء كل حسناء جديده ابله جديد اما عن تلك الحسناء فلم تختلف كثيرا عن من سبقوها ومن سيلحقونها فشعرها الناعم ذو السواد الفاحم والذي تركته منسدلا علي كتفيها وعينيها الواسعتين العسلييتين اللتان احببتهما شخصيا وجسدها الجميل المتناسق الذي يميل للسمنه ولكنه ليس بسمين
مهلا لقد عرفت الان لماذا يتبعها هذا الابله  انها تملك نهدين كبيرين نافرين نوعا ما نتيجه سنها الصغير والحق يقال_وهي شهاده لوجه الله _انها برعت وتفننت في اظهارهما في لحظه افوره انثويه كثيرا ما اقابلها
صاحب صعودها حدثين لفتا انتباهي اما الحدث الاول فهو متعلق بمن كانا يصليان فعندما راجعت اوجه الركاب كعادتي عند صعود حسناء مثلها وجدت ان وجه كل منهما قد ارتفع عما كان يقراه ليتامل في تلك الحسناء نظره كل منهما لم تكن نظره عفويه او حتي نظره عابره بل كانت نظره فاحصه لتلك الحسناء نظره اخذت وقتها الكامل وتاملت في هذه البنت
هل اصبح التدين عندنا ظاهريا الي هذه الدرجه ؟؟هل كل ما نعلمه عن التقرب لله هو قراءه في كتابه اثناء الذهاب للعمل وتقمص شخصيه المتدين وقتما يحلو لنا ونتوقف لنراقب فتاه صاعده وقتما نريد دونما الخوف من عقاب الله تامذدوج نتيجه مخالفه اوامره ونفاقه ايضا 
انا لا اتحدث هنا عن الفعل ولم اقم نفسي رقيبا لهما ولكن ازعجني خيانتهما للامانه التي يحملها كل في يد وازعجني ايضا ظاهريتهما ونفاقهما
يتبع