-ها يا ستي بقي قوليلي ايه اللي مضايقك؟؟
-ابويا
-يا سلام طيب ايه يعني انا كمان ابويا مضايقني
-نظرت الي نظره حملت الكثير من التاثر وهي تقول المشكله انه مبقاش يضايقن يخلاص ولا بقي موجود اصلا
-شعرت بسخافه دعابتي فاسرعت اقول لها ربنا يرحمه
-قالت انا كنت زيك كده بكره تسلطه ووشدته لكن كل ده كان شايل وراه حنيه كبيره وامان بدون حدود
تسلطه ودكتاتوريته انما هما جزءا من ابوته هو يفعل ذلك من منطلق الاحساس الكامل بمسئوليته انه هو ربان السفينه ولا يجب ان يكون للسفينه سوي قائد واحد فقط
نظرت اليها وهي تتحدث ولاحظت تاثرها الشديد وفهمت انها لن تتقبل الان اي كلام وانها تريد ان تفرغ ما بداخلها من كبت وبالفعل اكملت في تاثر
-جزء كبير صدمتي كان في المفاجاه لم اتخيل ان ادخل المنزل ولا اجده
نظرت الي البحر نظره فارغه وقالت
-كان ابي دائما يقابل كل اقتراحاتي بالرفض بعد فقدانه تمنيت كثيرا ان اجده لاقابله واعرض عليه اي من اقتراحاتي ويقابلها بالرفض كان الرفض في الماضي بالنسبه الي جحيما اما الان فهو النعيم بعينه فقط لاستمتع بدقائق قليله معه ولكن يبدو انني لن استطيع حتي الحصول علي هذه الدقائق معه
لاحظت تاثرها الشديد فقررت ان اتدخل لاهدئها قليلا فقلت لها
-عاده ىانا لا اجيد التحدث في مثل هذه المواقف ولكن اعتقد ان وجود الام قد يملا هذا الفراغ قليلا فقط حاولي الالتصاق بها والتحدث والشكوي اليها
-نظرت الي نظره مجرب وقالت – لا يمكن لاي انسان ان يملا فراغ انسان اخر فالصديق صديق والحبيب حبيب والاب اب والام ام
احسست بغبائي فقررت ان اصمت لاترك لها مجال الكلام فقالت
-هل تعرف اننا اغبي الكائنات الحيه علي وجه الارض واكثرها جحودا لاحظ كل علاقات الابوه والامومه في كل المخلوقات سوف تجدها مليئه بالامتنان والشكر والجميل الي اللحظات الاخيره بين الاباء وابنائهم اما نحن فبمجرد رحيل اي عزيز لدينا نبحث بسرعه عمن يملا مكانهم لا نضيع وقتا كثيرا لنبحث عن راحتنا وننسي من اضاع عمره من اجلنا انانيه مطلقه لن تجدها الا في هذا الكائن الحي المسمي الانسان
نظرت الي باعين بدات تدمع من جديد وقالت
-هل تعرف لقد كنت نائمه في حضنه يوما ما وحكي لي حكايه ما قبل النوم وقبل نهايتها استاذنني ان يكملها لي في الليله التاليه لانه يريد ان ينام
وجدتها تنتحب بشده وهي تكمل –ومرت الليالي بعد ذلك وكبر ابي وكبرت انا ايضا والي الان لم يكملها رحل عني قبل ان يكملها
وهنا وجدتها بلا مقدمات تنفجر في البكاء وتنهمر دموعها بشده ووجدتني التقط يدها بيدي اليسري وباليمنمي ادفع راسها لتستلقي بها علي صدري وامسح لها دموعها المنهمره بها محاولا ان اجعلها تشعر قليلا بالامان حتي تهدا
لحظه انسانيه ومشهد درامي كامل لشبحان لشاب وفتاه علي الصخور ومن فوقهما السحاب يتبدل امام القمر بسرعه غريبه وما زاد هيبه الموقف هو تاخر الوقت والصمت الرهيب الذي بدا يبتلع المدينه كلها
بدات تهدا قليلا فرفعت راسها من صدري واخذت هي مهمه تجفيف دموعها بنفسها
-متاسفه لم استطع تمالك اعصابي .قبلت اسفها وسالتها
-هل المنزل بعيد عن هنا لا استطيع تركك في هذه الحاله
ابتسمت ابتسامه خفيفه وقالت –تذكر الوعد الذي بيننا
رددت وانا العن غبائي الذي جعلني اخترع هذا الوعد –انا اسف لكن بالفعل انا قلق عليكي ولا استطيع تركك هكذا
قالت وهي تقف معلنه نهايه تلك الليله الاسطوريه –لا باس فلقد تعودت علي البكاء ومدت يدها لتعلن الوداع والنهايه فصافحتها دون ان انطق وتابعتها وهي ترحل حتي اختفت من امامي كنت اود ان احصل علي اي وسيله منها لاتصل بها واطمئن عليها لا اعلم لماذا احسست فجاه بالمسئوليه تجاهها وانني يجب ان اكون بجوارها لاقويها واحميها
وجدت نفسي فجاه اهتف بصوت مرتفع رد البحر صداه –ملعون ابو الوعد وقررت ان الحقها مهما كلفني ذلك
جريت حتي وصلت الي الكورنيش تلفتت يمينا ويسارا فلم اجد اي اثر لها تنهدت وعدت بنظري الي هذا المكان الذي ربطتني به ذكريات الوحده اما الان فتلك الصخره التي جلسنا عليها اصبح شكلها محفورا في ذاكرتي
اخذت نفسا عميقا وتركت المكان ورحلت رحلت وانا اقسم ان ارجع مره اخري كل عام حتي اقابلها صدفه ولكن هانذا ارجع كل عام ولم ترجع ابداااا
سالتك يا صخره الملتقي متي يجمع الدهر ما فرقا